[الكلام على «ثم»]
  توضع موضع الفاء، كقوله:
  [٤١٥] -
  جرى في الأنابيب ثمّ اضطرب
[٤١٥] - هذا الشاهد من كلام أبي داود، واسمه حارثة (ويقال جارية) بن الحجاج، الإيادي، من كلمة يصف فيها فرسه، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من المتقارب، وصدره قوله:
كهزّ الرّدينيّ تحت العجاج
(الرديني) الرمح المنسوب إلى ردينة، قال الجوهري: هي امرأة اشتهرت بصنعها (العجاج) التراب الذي تثيره أقدام المتحاربين أو خيولهم (الأنابيب) جمع أنبوبة، وهي ما بين كل عقدتين من القصبة.
الإعراب: (كهز) الكاف حرف جر، وهز، مجرور بالكاف، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف يقع صفة لمصدر محذوف يقع مفعولا مطلقا عامله قوله (اجعلب) في بيت قبل بيت الشاهد، وهو قوله:
إذا قيد قحّم من قاده ... وولّت علابيبه واجعلب
وكأنه قال: واجعلب اجعلبابا مماثلا لهز الردينيّ، وهز مضاف، والردينيّ مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وهو من إضافة المصدر لمفعوله (تحت) ظرف مكان منصوب بهز، وهو مضاف و (العجاج) مضاف إليه مجرورة بالكسرة الظاهرة (جرى) فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى هز الردينيّ (في) حرف جر (الأنابيب) مجرور بفي، والجار والمجرور متعلق بقوله جرى (ثم) حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (اضطرب): فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وسكن لأجل الوقف.
الشاهد فيه: قوله (ثم اضطرب) فإن الظاهر أن (ثم) في هذه العبارة قد خرجت عن أصل وضعها إلى موافقة الفاء في معناها، ألا ترى أن اضطراب الرمح يحدث عقيب اهتزاز أنابيبه من غير مهلة بين الفعلين، ولو بقيت ثم على أصلها لدل الكلام على أن الاهتزاز يجري في أنابيب الرمح ثم تحدث فترة ثم يكون اضطراب الرمح بعد هذه الفترة، وذلك غير مستقيم.
هذا توجيه كلام المؤلف هنا وفي (مغني اللبيب) وقال الشيخ خالد: إذ الهز متى جرى في أنابيب الرمح يعقبه الاضطراب، ولم يتراخ عنه، قاله في المغني، واعترضه قريبه =