الدعاء الذي ختم به الإمام الكتاب
الدعاء الذي ختم به الإمام الكتاب
  اللهم يا من بيده كل شيئ من المكنونات، ويا من له الخلق والأمر وأزمة المقاليد الأرضين والسموات، وعن أمره أذعن كل شيئ من المخلوقات، ويعلمه أحاط بكل شيئ من المعلومات، أنت العالم بما هو كائن، وبما هو آت، بعلمك بالحال التي أنت أعلم به منا، إنا نستغفرك من كل ذنب لابسناه جهلاً منا بعظيم قدرتك وبتقصير منا واضبنا عليه إتكالاً منا على حلمك ومغفرتك، وبإخلال منا بما وجب لك من الطاعة علينا تجاوزاً وصفحاً برحمتك وإعراض عما تحب من حقك رجاء منا في عظيم عفوك ورأفتك نستوهب منك عفواً وصفحاً لا يتسع له إلا كرمك الجم، ومنك السابل الذي أسبلته على التائبين، فكمل وعم، أن تهب لنا في هذا المقام رضاك وتغنينا عن مد الأيدي إلى سواك فقد رجوناك، دليلاً على ذخائر الرحمة وكنوز المغفرة وأن تجعل عنايتي في هذا الكتاب ثقلاً في ميزاني وزيادة في حسناتي وتنفع به جميع الإخوان إنك سميع مجيب.
  ثم قال الإمام #: تم الثامن عشر في العشر الوسطى من شهر الحجة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بحصن هران، والحمد لله ولي الحمد والإفضال والصلاة على محمد وآله خير آل وهذا تمام المنتزع المبارك والحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مريده، وصلى الله على محمد وآله وعلى سائر النبيين والصالحين والسؤال ممن وقف عليه من جميع الإخوان التصدق بما أمكنه من الأمور المقربة إلى الله سبحانه من دعاء واستغفار أو قراءة أو غير ذلك في الحياة وبعد الممات، فقد أوصيت بذلك إلى كل مسلم والله تعالى يجازيه على ذلك ويمن عليه وعلينا بالمغفرة والرضوان والأمن والإيمان والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين فرغ من نساخته ضحوة نهار الإثنين وهو اليوم السابع من شهر جمادي سنة ثلاث وستين وثمانمائة من الهجرة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم بخط أسير ذنبه ورهين كسبه، الفقير إلى عفو ربه: محمد بن يوسف الرياحي بعناية مالكه الفقيه الأفضل الأكمل الورع الأنبل شرف الدين الحسن بن منصور بن المدم.