باب الأذان
باب الأذان
  الأذان اسم من التأذين والتأذين المصدر، وشدد للمبالغة في تكبير الفعل كعلم وخبر، وسمي الإعلام بالصلاة آذاناً اشتقاقاً له من الأذان، لأنها تسمع الأذان. هكذا حكي عن الزجاج.
  وذكرت القاسمية أن الرسول ÷ لما عرج به وأتى إلى البيت المعمور، وصلى بالملائكة والنبيين، وأكمل الله له الشرف، وجبريل بجنبه لا يفارقه، ثم انتهى إلى سرادقات الحجب والأنوار فخرج ملك من تلك الحجب وهو ينادي بصوته الله أكبر فأجابه مجيب من خلف تلك الأنوار والحجب صدق عبدي أنا الكبير وأنا الأكبر، فقال الملك: أشهد أن لا إله إلا الله، قال الملك: صدق عبدي لا إله إلا أنا، فقال الملك: أشهد أن محمداً رسول الله، فقال الملك: صدق عبدي هو رسولي وأنا أرسلته إلى آخر الأذان.
  وقال الناصر: نزل به جبريل كغيره من الشرائع.
  وقالت الفرق الثلاث: الحنفية والمالكية والشافعية: أصله أن الرسول ÷ الاهتم كيف يجمع الناس للصلاة واستشار المسلمين، فقيل: انصب رايه عند حضور الصلاة، فإذا رآها الناس أذن بعضهم بعضاً، فلم يعجبه ذلك، فذكر له البوق فقال: هو مزمار اليهود فذكر له الناقوس: فقال: هو مزمار النصارى، فذكر له النار، فقال: ذلك من شأن المجوس فانصرف عبد الله بن زيد وهو مهتم بذلك فرأى الأذان في منامه، وهذا الحديث في البخاري والترمذي ومسلم، وهو غير منكر. لكن كان بعد أن ثبت عند الرسول ÷ بأحد الوجهين:
  وذكر بعض ص ش: أن أهل البلد إذا كانت عادتهم الأذان بعد طلوع الفجر لم يجز الأذان قبل ذلك؛ لأن فيه تغرير، وهم مختلفون في وقت أذان الفجر، فقيل: الليل كله. وقيل: ذهاب وقت اختيار العشاء، وقيل: النصف الأخير، وقيل: