باب: ما يلحق الميت مما يفعل له بعد موته
باب: ما يلحق الميت مما يفعل له بعد موته
  إن أوصى الميت لحقه جميع أنواع القرب، لأن الوصية من سعية وإن لم يوصى لحق الثواب في ستة أمور:
  الأول: قضآء الدين، لقوله ÷: «في خبر الخثعمية: فدين الله أحق أن يقضى».
  ولما روى في حديث ضمان الرجل للدين على الميت ولم يكن الميت أوصى به.
  الثاني: الصدقة يلحق ثوابها من الوارث والأجنبي، لما روي أن رجلاً قال يا رسول الله: إن أمي افتلتت نفسها ولولا ذلك لوهبت وتصدقت أفأتصدق عنها قال: «نعم، قال: فإن لي مخرقا يعني بستانا من نخيل فأشهدك أني قد تصدقت به عنها، وفي سعة | أن يثيبهما».
  الثالث: الصدقة الجارية، كالوقوفات.
  والرابع: العلوم المنتفع بها، كالتصانيف والتدريس.
  والخامس: الأولاد الصالحون، فإنه يلحق ما عنوا فيه للآباء من الدعاء، وغيره، لقوله ÷: «إذا مات ابن آدم انقطع سائر عمله إلا من ثلاثة، علم ينتفع به، وصدقة جارية وولد صالح يدعو له»، وقوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ٣٩}[النجم ٣٩] والولد من سعيه.
  السادس: الدعاء من جهة الوارث، وغير الوارث، لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}[الحشر: ١٠].
  فلولا أن الدعاء يلحقهم وينفعهم لما اثنى عليهم، وما عدا هذه الأمور، فهو غير لاحق، وإنما يكون الثواب للفاعل.
  وعن أحمد بن حنبل: أنه يلحق الأموات جميع. ما فعل لهم من الطاعات.