فصل: أفضل المساجد:
فصل: أفضل المساجد:
  أربعة، وهي ما تضمنه الخبر، وهو قوله ÷: «لا تشد الرحال إلا إلى أربعة مساجد مسجدي هذا الذي أسس على التقوى من أول يوم والمسجد الحرام ومسجد بيت المسجد ومسجد الكوفة».
  وأفضل هذه المساجد: المسجد الحرام ومسجد الرسول ÷، والمسجد الحرام أفضل لقوله ÷: «يا أبا ذر صلاة في مسجدي ...» الخبر.
  وفي المسجد الحرام ثلاثة أقوال:
  الأول: أن المراد به الكعبة، وسائر بقاع الحرم المحرم، وله أعلام منصوبة لقوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[الإسراء: ١]. وهو أسري به من بيت خديجة.
  القول الثاني: أن المراد به الكعبة وما في الحجر من البيت، وهذا هو المختار: لقوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ}[المائدة: ٩٧]. ولا فضل بين البيت الحرام والمسجد الحرام، وهذان القولان للفقهاء.
  القول الثالث: أن المسجد الحرام الكعبة مع الحرم المحرم، ما حوله إلى المواقيت، وهذا هو رأي أئمة العترة، ذكروه في تأويل قوله تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[البقرة: ١٩٦].
  ويجب النهي عن البيع والشراء في المساجد، وذلك سائر المباحات من الأحاديث لقوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}[النور: ٣٦]. والبيع ليس من ذكر الله. وعنه ÷: «من دخل المسجد فحظه لما دخل».
  وذكر الناصر: أنها لا تغلق في أوقات الصلاة؛ لأن ذلك الظلم الذي أراده الله تعالى بقوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}. وقوله تعالى: {وَسَعَى فِي خَرَابِهَا}[البقرة: ١١٤]. يحتمل أنه أراد منعها من الصلاة أو هدمها.