باب: الإيلاء
باب: الإيلاء
  قيل: أن الإيلاء فرقة مؤبدة في الجاهلية.
  وقيل: أنه عمل به في أول الاسلام، والأصح أنه لم يعمل به في صدر الاسلام، وروي أن الرسول ÷ الى من نسائه واعتزل إلى سرية له فجاءه عمر، فقال: يا رسول الله، طلقت نساءك، قال: «لا».
  وإجماع أنه مباح. بخلاف الظهار.
  وإذا قال: والله لا جامعتك، ولا أفتضك، ولم يقل: بذكري، أحتمل أن يدين باطناً، لا ظاهراً، لأن ما هذا حاله لا يحتمل إلا الجماع، واحتمل أن يدين ظاهراً. وهو المختار، لأنه يحتمل الجماع بالضم، والافتضاض باليد والعادة التنزه عن الألفاظ الصريحة. فأما إذا قال: بذكري، أو ذكر لفظ النون والياء والكاف، لم يدين ظاهراً، ولا باطناً.
  وما لا يكون إيلاءً إلا بالنية نحو: لا جمعنا ثوب ولا وسادة، ولا آوانا بيت، أو والله لا أسوأنك، أو لا أغايضنك بما تكرهين.
  فإن قال: والله لا باشرتك، أو لا مسستك، أو لا افضت إليك، فللش قولان: القديم: أنه صريح لوروده في القرآن للجماع، قال تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}[البقرة: ١٨٧]، وقال تعالى: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ}[المائدة: ٦]، وقال تعالى: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ}[النساء: ٢١].
  وقال في الجديد: أنه كناية، وهذا هو المختار، لأن هذه الألفاظ تحتمل الجماع وغيره، فهي كقوله: لا جمع رأسي ورأسك وسادة، وكذلك المختار في قوله لا غشيتك، ولا باضعتك أنه كناية، واختلف اص، ش، هل هو صريح أو كناية. فإن قال: والله لا غيبت حشفتي في فرجك، كان مولياً، فإن قال: والله لا جامعتك إلا جماعاً ضعيفاً لم يكن مولياً، لأنه لم يمنع نفسه من جماعها وإنما منع نفسه من الجماع القوي، فإن قال: والله لا أجامعك إلا جماع سوء، سئل عما أراد،