كتاب: القسامة
كتاب: القسامة
  هي عبارة عن الإيمان والقسم: بفتح القاف المصدر من قولك، قسمت الشيء أقسمه قسما إذا جزئته، والقسم بكسر القاف النصيب، يقال لهذا: قسم فلان، أي نصبه.
  والإشاطه بالشين بثلاث من أعلاها، وطا بنقطه من اسفلها: لهما معنيان في اللغة:
  الأول: الخلط، يقال فلان شاط الدماء، أي خلطها، كأنه سفك دم القاتل على دم المقتول، أي يخلطه، وعلى هذا يحمل قديم قول ش حيث قال: إذا خلف المدعون، فإنه يشاط الدم في القسامه على معنى يجب القود، فيخلط دم القاتل بدم المقتول فيكونا سواء.
  المعنى الثاني: الذهاب، يقال فلان: شاط الدم إذا أذهبه هدراً، وعلى هذا يحمل أخير قول ش، أنه يشاط الدم بالقسامه، فكأنه يذهب هدراً، بدفع الدية عند تمام الأيمان.
  ويستحب وعظ الحالفين، وقراءة هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}[ال عمران: ٧٧]، ويعرف ما في اليمين الغموس ثم يحلف.
  ويستحب التغليظ بالمكان والزمان والصفات والمصحف، ويذكر خمسة اشياء من النفي ما قتلتم ولا علمتم له قاتلا، ولا اعنت، ولا ناله من فعلك جرح سهم ولا حجر، ولا ناله من سببك، لأنه قد يرمي حجراً فيرفع حجراً إلى المقتول، ولا وصل إليه شيء من ذلك فخرج السهم، ولا احدثت شيئاً مات منه.
  ويقول: والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الذي [يعلم](١) من السر ما يعلم من العلانية الرحمن الرحيم، ويأتي باسم الله مجروراً، فإن رفع
(١) يعلم: زائدة.