باب الحيض
باب الحيض
  الحيض: المصدر، وأما المحيض بكسر العين، فقيل: اسم لمكان الحيض، وهو الرحم كالميت، وقيل: اسم لزمان الحيض كمنتج الناقة، أي زمان نتاجها، وقيل: هو مصدر كلفظ الحيض فعبر في الكتاب بالمحيض، وفي السنة بالحيض.
  والمختار: أنها مشتركة في المعاني الثلاثة، وقولهم في حقيقته جعل دلالة لا حاجة إليه في الحد، والفرق بين العلة والدلالة أن العلة تكون مناسبة، كالوطء والقراءة، والصلاة ودخول المسجد، الحيض علة في تحريمها، لأنه أذى، والدلالة لا تكون مناسبة، كالحيض هو دلالة على البلوغ. وصفة دم الحيض أنه محتدمٌ بدال منقوطة من تحت، وهو اللذاع للبشرة، ومن صفاته أنه بحراني(١) بباء منقوطة بواحدة من تحت وحاء مهملة، وهو الناصع في سواده، وقيل: البحراني: الذي يخرج من قاع الرحم.
  وتصير المرأة بالغة عند ابتدائه، وقوله ÷ لعائشة: «لا تغتسلي حتى القصة البيضاء». يروى بالقاف والصاد المهملة ولها معنيان:
  الأول: أنه أراد الخرقة التي ستدخلها في فرجها أنها تكون نقية.
  الثاني: أن القصة تراب شديد يخرج من معادنه، فأراد التشبيه، ويروى الفضة: بالفاء والضاد المعجمة، والغرض أنها لا تغتسل حتى ترى النقاء كبياض الفضة.
  ويتعلق بالحيض ثلاثة عشر حكماً، وهي:
  تحريم الصلاة، وتحريم الصوم، وتحريم قراءة القرآن، وتحريم الطواف، وتحريم مس المصحف، وتحريم اللبث في المسجد، وتحريم وطئها في فرجها، وتحريم طلاق المدخول بها، وسقوط الصلاة والمنع من صحة الاعتكاف، ووجوب الغسل، والحكم بالبلوغ، والمنع من الاعتداد بالشهور.
(١) في باب: بحران.