الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

باب صفة الصلاة

صفحة 129 - الجزء 1

باب صفة الصلاة

  يقول في التوجه وأنا من المسلمين، وأما المنقول عن الرسول ÷: «وأنا أول المسلمين». فلا يقوله إلا هو؛ لأنه أول المسلمين من هذه الأمة.

  وحكي عن أبي هريرة: أنه كان يجهر بالتعوذ، وقد قال ش في الأم: السنة أن يجهر به، وهو الصحيح من مذهبه؛ لأنه ÷ كان يُسمع.

  وحكي⁣(⁣١) عن ابن عمر: أنه كان يسر به.

  وقد قال أبو علي الطبري من ص ش: السنة فيه المخافتة. وقال ش في الإملاء: أنه مخير بين الجهر والإسرار.

  والذي يتأتى على كلام الهادي: أنه يسر به في السرية ويجهر به في الجهرية كالقراءة، وما روي في الخبر المأثور: والخير كله بيديك والشر. ليس إليك. فقد زعم بعض المتفقهة من ص ش أن أحداً من الأمة لم يفرق، لأن أصحاب الحديث يقولون: كلاهما من فعل الله، والمعتزلة كلاهما من فعل العبد، وذكر للخبر تأويلين:

  الأول: للمزني: أن المعنى لا يضاف إليك، وإن كنت خلقته، لأنه لا يضاف إلى الله إلا الحسن من أفعاله، فيقال: يا خالق النور والشمس، لا يا خالق الخنازير.

  والتأويل الثاني: لابن خزيمة من ص ش أيضاً، قال: أراد أن الشر. لا تتقرب به إليك، واعلم أنما ذكروه عقيدة كاذبة، وقرية على الله ما فيها مرية، ولقد عموا عن طرق الحق واتباع مسالكه، وتاهوا في غمرات الباطل فوقعوا في مهالكه: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ}⁣[المؤمنون: ٧١] وكلامهم كلام من لم يغمس يده في أصابيع المباحث الكلامية، ولا شم رائحة فيها، وكيف يقال: خلقها ولا تضاف إليه، وليت شعري أيهما أبلغ إيجادها أو


(١) في (ب): ويحكى.