الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 9 - الجزء 1

كتاب الطهارة

  هي مصدر من طهر وكتب يكتب، ومن طهُر كشرف يشرف، ومعناها: التنزيه، قال امرؤ القيس:

  ثيابُ بني عوفٍ طهارى نَقِيَّةٌ ... وأوجُهُهُم بيض المُسافِر غرّان

  المسافر جمع مسفر، وهو ما ظهر من الوجه، والتفرقة بين المصدر والاسم أن قولك: طهارة مشعرة، بالفعل بخلاف قولك: الطهارة.

  وقول السائل للنبي ÷: إنا نركب رماثاً لنا في البحر ومعنا القليل من الماء إن توضأنا به عطشنا، أنتوضأ بماء البحر؟، فقال: «هو الطهور ماؤه الحل ميتته»، الرماث جمع رمث بالتحريك، وهو زورق صغير. والطهارة اسم مشترك يقع على الماء والتراب، والنزح وغير ذلك، فلا يمكن جمع مسمياتها.

  تحقيقه: فإذا قال قائل: ما حقيقة الطهارة؟ لم يستحق جواباً حتى يبين ما أراد من المعاني، إلا أن يكون ثم تعارف بأحدها.

  وقول النبي ÷: «نية المؤمن خير من عمله» إما لكونهما لا يدخلهما الرياء، وإما لكونها لا تفتقر إلى العمل لحصول الثواب، والعمل بالعكس، وإما لكون النية تحصل، ولا يمنع منها مانع، والعمل قد يمنع منه مانع، فهي أسهل، والعمل فيه مشقة، ولهذا قال ÷: «إن المسلم إذا نوى خيراً كتبت له حسنة، فإذا فعله كتبت له عشر حسنات».

  وأما إن قاله في سبب خاص، وهو أنه قيل له ÷ إن منافقاً طول صلاته، فقال ÷: «نية المؤمن خير من عمله» أي من عمل المنافق، فالضمير راجع إلى المنافق، كقوله ÷: «إن الله خلق آدم على صورته» أي صورة آدم.

  المعنى الخامس: أنها من جملة عمله.