باب الاعتكاف
  زوجتي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، فقال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وعروقه فخشيت أن يقذف في قلوبكما شراً.
  دل هذا الخبر على جواز الحديث الخفيف في المسجد للمعتكف، وعلى جواز التشييع وعلى وجوب دفع التهمة عن النفس، وأن وسوسة الشيطان عظيمة، فيتوجه التوقي منها على قدر الإمكان.
  وأنه يستحب الرفق بالنساء، والإيناس لهن، كما فعل ÷.
  ويكره له الاشتغال بالأمور المباحة، كالخياطة والوراقة، لأن قربته تنقص، لكن لا يبطل اعتكافه.
  ويستحب له دراسة العلم وتعلمه وتعليمه، وذلك أفضل من صلاة النافلة.
  وعن ك، وأحمد بن حنبل، لا يستحب له دراسة القرآن والعلم، وإنما يشتغل بذكر الله تعالى.
  وإذا أراد الخروج لقصد أو حجامة لحاجة من مرض ونحوه جاز ذلك، فإن كان له مندوحة لم يجز الخروج لذلك، فأما فعلهما في المسجد، فالأولى، تنزيه المسجد فلا يفعلان فيه.
  وإذا أراد أن يأكل ليلاً جاز نصب المائدة ومد السفرة، وغسل اليد في الطشت(١).
  ويجوز الخروج في المسجد لأداء الشهادة ولو مستحبة؛ لأن الآية لم تفصل، وبقوله تعالى: {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا}[البقرة: ٢٨٢].
  وإذا أحرم المعتكف صح إحرامه واستمر على اعتكافه، إن اتسع الوقت، وإن ضاق خرج للحج، لأنه واجب بإيجاب الله وكان آكد.
(١) الإناء.