فصل: في خواص النبي ÷.
  وأما ما خص به من التحريم:
  فالزكاة والصدقة تنزيهاً له، والكتابة والشعر تأكيداً لحجته، ولهذا قال تعالى: {وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ٤٨}[العنكبوت] وذكر النقاش في تفسيره أن الرسول ÷
  ما مات إلا وقد كتب.
  والشهود: خلافه.
  وتحريم خائنة الأعين، وهو الرمز بالعين، ويحكى: أن رجلاً دخل على الرسول ÷ فأراد قتله، فلما خرج منه، قال: «هلا قتلتموه» قالوا: هلا رمزت لنا، فقال ÷: «ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين وما كان له أن يقتل بالإشارة».
  وتحريم أن يمد عينيه إلى زخرف الدنيا وزينتها، قال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا}[طه: ١٣١]. وروي أنه ÷ مرت عليه إبل عبطة قد عبست بأبوالها وأبعارها فغطى عينيه من رؤيتها، فقيل له في ذلك، فقال: إن الله حرم ذلك بقوله: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ}[طه: ١٣١]. وتحريم من كرهت صحبته من النساء، وروي أنه ÷ نكح امرأة فعلمتها نساؤه بأنه إذا دنى منك، فقولي: أعوذ بالله منك. فلما دنى منها، قالت له ذلك، فقال ÷: «عذت بعائذ الحقي بأهلك» وتحريم ذات الروائح الكريهة من البقول، وعنه ÷: «إني رجل أناجي وإني لا أكل هذه البقلة».
  وقد قيل: أنه حرم عليه الأكل متكئاً، لقوله ÷: «إنما أنا عبد أكل كما يأكل العبد».
  وقيل: ذلك تنزيهاً للبعد من الخيلآء.
  وتحريم النساء بعد قوله: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ}[الأحزاب: ٥٢]