الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

فصل: من آداب الضيافة

صفحة 412 - الجزء 1

  ويستحب إذا جلس أن يضع ركبته ويقيم الأخرى، وإن وضع الركبتين كان حسناً أيضا ويحني رأسه عند الأكل، لأن الرسول ÷ كان يجلس هاتين الجلستين عند أكله.

  ويستحب أن يقول إذا فرغ: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وإن قال: الحمد لله الذي سوغه وجعل له مخرجاً كان حسنا، وإن قال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى كان حسناً. لأنه ÷ كان يحمد بهذه التحميدات عقيب أكله.

  ويستحب إذا دخل المجلس أن لا يتخطى رقاب الناس ويتصدر إلى أعلى المجلس، لما روي عنه ÷ أنه قال: «ليقعد أحدكم حيث انتهى به المجلس ولا يتخطى رقاب الناس».

  ويستحب أن يقدم من الطعام في الضيافة ما فيه كفاية وزيادة، لأن النقصان من ذلك لؤم ودناءة وبخل.

  وروي عن عمر أنه كان إذا أطعم أشبع. وهذه عادة الأسخياء وأهل الصلاح.

  ويستحب الأكل على السفر، لما روي أن الصحابة كانوا يأكلون عليها. وروي أنه قيل: أربعة أحدثت بعد النبوة: الموائد - والمناخل والأشنان والشبع.

  ويستحب أن يقصد بالأكل التقوى على طاعة الله يثاب عليه ويخرج عن المباح.

  ويستحب أن لا ينفخ في الطعام الحار ولا في الشراب، وقد روي النهي عن ذلك عنه ÷.

  ويستحب إذا شرب الماء أن يمصه، وإذا شرب اللبن أن يعبه عبا. ولا يشرب قائماً ولا يشرب بنفس واحد.