الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

باب الوضوء

صفحة 48 - الجزء 1

  وكيفية مسح الأذن أن يدخل مسبحته صماخيه ويدير إبهاميه على ظاهر أذنيه، ثم يضع الكف على الأذنين استظهاراً في التعميم.

  ويستحب غسل ما استرسل من اللحية ومسح ذوائب الرأس. ويستحب تطويل الغرة والحجلة. وفي الحديث: «تبعث أمتي يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء». فالغرة ما كان في الوجه، كغرة الفرس، والتحجيل في اليد والرجل أخذاً من تحجيل الفرس.

  قال الهادي في الأحكام: أحب لمن توضأ ثم اشتغل بشيء من أمور الدنيا فأطال حتى نسي ماله توضاً من بيع وشراء. أو حديث: «أن يعود فيطهر». وقال م في التجريد وشرحه: قيد بالطول والنسيان.

  والمختار: ما قاله م: إذا قلناه: بالاشتراط للمباح، أعني أنه لا يشترط الطول.

  وقال غير الإمامين: أنه لا يشترط المباح. وهو المختار.

  ومن المستحبات الدعاء، فعند الفرجين: (اللهم استر عورتي في الدنيا وحسن فرجي من النار). وعند المضمضة والاستنشاق: (اللهم لقني الشهادة عند الموت وشمننا روائح الجنة). وعند الوجه: (اللهم بيض وجهي يوم تبيض الوجوه). وعند يديه: (اللهم أعطني كتابي بيميني ولا تؤتنيه بيساري ولا من خلفي ولا من وراء ظهري).

  وعند مسح الرأس: (اللهم حرم شعري وبشري على النار). وعند مسح أذنيه:

  (اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه). وعند قدميه: (اللهم ثبت قدمي على الصراط يوم تزول الأقدام). وبعد فراغه: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين). أو يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله أستغفرك وأتوب إليك). وفي كل واحد من هذين حديث.