الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

باب الحقيقة

صفحة 271 - الجزء 2

  وما لا يضر من الطين مباح، وقوله ÷: «التراب ربيع⁣(⁣١) الصبيان» أراد أنهم يتنعمون به كما يتنعم الناس في أيام الربيع أو يحبونه كما يحب الخلق زمان الربيع لأنه أحسن مافي السنة، ويكره أكل ما يضر لقوله ÷ لعائشة: «ياحميراء إياك وأكل الطين فإنه يعظم البطن، ويعين على القتل» يعني أنه من كان مطلوباً بالقتل وأكل التراب لم يقدر على الهرب لثقله بأكل التراب وهزاله وضعفه، ويحتمل أنه يعين على القتل بمعنى أنه يكون سببا في الموت لما فيه من المضرة.

  و من أكل الثوم لعذر جاز له دخول المسجد، لأن الرسول ÷، شم رائحة الثوم في المسجد، فقال من أكل هذه البقلة، فقال المغيرة: أنا يارسول الله ثم أدخل يد الرسول ÷ في بطنه فوجده معصوباً بعصابة، فقال الرسول ÷: «إن لك عذراً».

  وجمع الرسول بين الذراع والكراع في قوله: «لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو أهدي إلى ذراع لقبلت» لأنهما من أحقر ما يكون من أعضاء الشاة.


(١) ربيع: بياض في أ.