كتاب الديات
  وإذا جنى على اللحية، فلم تنبت، فعن الهادي وش: أن فيها حكومة، وهو محكي عن أبي بكر وزيد بن ثابت. قال الهادي في المنتخب: حكومة تقارب الدية.
  والمختار: ما روي عن أمير المؤمنين كرم الله وجهه: أن فيها الدية. وهو قول الناصر وح، لأن فيها الجمال والمهابة. وفي الحديث: «إن الملائكة يسبحون فيقولون: سبحان من زين الرجال باللحا، والنساء بالذوائب». وفي حديث آخر: «إن الله زين السماء بالشهب وزين الرجال باللحا». ولهذا قال الشاعر:
  لحية المرء زينة فإذا كان لها لسان يعبر عنها ... سرى أهل الوداد وانقمع الحاسد
  خوفاً من اللسان ومنها: لا يقال: فأهل الجنة، كما ورد في الحديث: جرد مرد مكحلون. لأن أحكام الآخرة مخالفة لأحكام الدنيا، واللحى زينة في الدنيا.
  وروي أن رجلاً ألقي عليه قدر حار فمعط شعر لحيته ورأسه فجاء إلى علي # فقال: إصبر سنة، فصبر سنة، فلم يرجع، فقضى له بالدية.
  وعن ح: تجب الدية في شعور أربعة في شعر اللحية، الدية، وكذا الرأس، والحاجبين، والأهداب.
  وإذا نبت للمرأة لحية، فأزالها مزيل، احتمل أن لا شيئ عليه، إلا الألم، لأن نباتها شين في وجه المرأة، وهذا هو المختار.
  وقال ش: عليه الحكومة، لكنها أقل من حكومة لحية الرجل.
  وإذا نبت للخنثى لحية، احتمل أن لا تكون دلالة على الذكورة، فتكون كلحية المرأة.
  واحتمل أنها دلالة، وهذا هو المختار، فتكون كلحية الرجل، لأنها غالب في الرجال.