باب الأذان
  قال الهروي: العوام يضمون الراء من قوله: الله أكبر، وقال المبرد: السنة الوقف، وكان يفتح الراء من الكلمة الأولى، ويقف الثانية، وكان القياس بالسكون، لكن حولت فتحة الهمزة من اسم الله من اللفظة الثانية على الراء قبلها، وهذا نظر حسن، ونظيره فتحة الميم فيمن قرأها مفتوحة في قوله تعالى: {الم ١ اللَّهُ}[ال عمران: ١ - ٢]؛ لأن الوقف على الميم هو الأصل؛ لأجل البناء، لكن فتحت لأجل إلقاء حركة الهمزة من اسم الله على الميم.
  واستحب السامع المؤذن أن يقول بقوله إلا في الحيعلة، فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وبهذا ورد الحديث، وإنما لم يقل بمقالته؛ لأن حي بمعنى هلموا، وهذا المعنى لا يصلح لغير المؤذن، وخص قوله: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأن المعنى لا حول عن معصيته، ولا قوة على طاعته إلا بالله، أي إلا بأقداره وحسن الطاقه في فعل الطاعة وترك المعصية.
  ويستحب للسامع أن يدعوا بالدعاء المأثور، وهو ما رواه جابر عنه ÷: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الفضيلة والوسيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته حلت له الشفاعة يوم القيامة».
  قال الإمام #: إن قال هذا عند الأذان أو بعده، أو قال بمقالته ثم حال تمديد الصوت قال هذا جاز الكل.
  ويستحب لمن سمع المؤذن وهو في قراءة أو ذكر الله تعالى قطع ذلك ومتابعة المؤذن فيما يقول؛ لأن الأذان يفوت دون القراءة، والمباح أحق بالقطع، وإن سمعه وهو في صلاة ففي متابعته تردد.
  والمختار: أنه لا يتابعه، فإذا فرغ من الصلاة، قال مثل ما يقوله، فإن تابعه في الصلاة لم تبطل صلاته؛ لأنه ذكر الله تعالى.
  ويستحب الانتظار بعد الأذان للجماعة في غير المغرب.