الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

كتاب: القسامة

صفحة 510 - الجزء 2

  يتصل به البرسام الدائم وهو بخار يصعد من المعدة إلى الرأس والصدر من الحمى، فيختلط لأجله العقل، وهو مخوف، ومن ذلك الجنب، وهي قرحة تقع في الجنب، ويحدث منها ورم إلى باطن الجسد إذا انفتح إلى القلب مات صاحبه، وكذلك ذات الخاصرة: وهي قرحة تقع في الخاصرة مخوفة، ومن ذلك القولنج وهو احساس الطبع عن الخروج فترتفع إلى الرأس بخارات.

  [ومن]⁣(⁣١) ذلك الرعاف المطبق، لأنه كالفصاد الذي لم ينسد.

  ومن ذلك الاسهال الذي لا يقدر على حبسه، أو يكون خارجاً بدم، لأن الغالب على الدم من الكبد والطحال، لا إذا كان من جرح في المقعدة، أو جرح يخرج وزحير، لأنه يضعف القوى.

  ومن ذلك القروح في الصدر والرئة.

  ومن ذلك الناصور: وهو بالنون والصاد المهملة فارسي معرب وهو قروح إذا كثر وغلب صار مخوفا.

  وكذلك البواسير وهو ورم في المقعدة يصفر منه الوجه إذا غلب وهاج، لا إذا كان قليلاً، وكذا غلبت الأمزجة والصفراء إذا وثبت وغلبت جلبت الحمى، وإذا غلب البلغم أورث الفالج، وأوله مخوف، وذلك حين يستمسك لسانه وتسقط قوته، فإذا طفئت الحرارة الأصلية وانطلق اللسان لم يكن مخوفا.

  ومن ذلك الطاعون وكثرة وقوعه في الشام، فإذا وقع فهو مخوف، طعن الرجل أو لم، لأنه يفشو غالبا وعنه ÷: «إذا وقع الطاعون بأرض فلا تدخلوها وإن كنتم فيها فلا تخرجوا منها».

  والمراماة من بعيد لا يكون مخوفا حتى يطعنوا بالأسنة، فذلك مخوف على المغلوبة، فإن استويا، فاحتمالان:

  المختار: أنه لا يكون مخوفا، لأن الأصل الصحة.


(١) في ب: فمن.