قال الإمام #: شروط الإمامة تنقسم إلى اكتسابية وغيرها.

  فالمكتسبه: العلم والعدالة والورع الشجاعة والسياسة.

  وغير الإكتسابية: البلوغ والعقل والحرية والذكورة والنسب، وقوله ÷: «الأئمة من قريش»، لا تفيد ما قالته المعتزلة، لأن من للتبعيض.

  واجتهاد الإمام في العلوم شرط للإجماع، إلا أنا لو قدرنا خلو الزمان، عن بلوغ درجة الاجتهاد، ففي إمامة المقلد تردد.

  المختار: جواز ذلك وهو الذي يشير إليه كلام الغزالي، لأن في الإخلال بذلك ضرراً عظيماً وفساداً كبيراً، لأنه يؤدي إلى تعفية أثار الديانة، وإمحاء رسوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطيء بساط الجهاد، وكما قلنا في الحاكم المقلد، ولا يحصل الإجتهاد إلا باحراز علوم ثمانية:

  الأول: احراز العلوم العقلية في الحدود والبراهين ليتمكن من الاستدلال ولا يلزم أن يكون مطلعاً على الدقائق محيطا بالأسرار.

  الثاني: أن يكون عالماً بأصول الديانة، عالماً بما يجوز على الله وما لا يجوز.

  الثالث: أن يعلم بجملة من أصول الفقه، ويعرف من الإجماع، ما هو مقطوع به، وما هو مظنون.

  الرابع: أن يعلم طرفا من علوم التفسير وتكفي آيات الأحكام، وهي خمسمائة.

  الخامس: أن يعلم جملة من الأحاديث، وذلك باحراز كتاب من كتب الصحاح يرجع إليها عند حصول الواقعه، كالبخاري وسنن أبي داود ولا يلزم أن يكون ظاهراً من قلبه، ولكن يعرف مواقعها من الكتب حتى يصح رجوعه إليه.

  السادس: أن يعرف أحوال الرواة إلى مصنف الكتاب الذي يقرأه، كالبخاري والموطأ والترمذي وسنن أبي داو فاذا بلغه إلى المصنف، فهذا المتوجه، والعهدة