باب الغنائم
  وإذا أراد الإمام تفريق مال الفيئ على أربابه بدأ بأولاد فاطمة & علينا ثم سائر أولاد علي، ثم بني عبد المطلب، ثم بني هاشم، ثم أولاد عبد مناف، ثم بني عبد الدار، وبعد قريش الأنصار، ثم سائر العرب، ثم العجم، وقد قال ÷: «قدموا قريشاً ولا تتقدموها وتعلموا منهم ولا تعلموهم».
  وروي أنه وصل إلى عمر ثمانمائة ألف درهم فلما صلى الصبح واجتمع إليه نفر من أصحاب رسول الله ÷ قال لهم: قد جاء للناس مال لم يأتهم مثله منذ كان الاسلام، أشيروا علي بمن أبدأ؟ فقالوا: إبدأ بقرابتك فإنك ولي ذلك، قال: لا، ولكن أبدأ بقرابة رسول الله الأقرب فالأقرب ولما ولي أبو بكر الخلافة أعطى العبيد وسوى بين الخلق في العطاء، فقال عمر له: أتجعل من قاتل عن الإسلام كمن قاتل الإسلام، فقال: أجورهم على الله والدنيا بلاغ.
  وولي عمر ففاضل بين الناس وأعطى العبيد ولما ولي أمير المؤمنين سوى بين الناس وأسقط العبيد.
  والمختار: ما فعله، لأن العطاء إنما كان من أجل الجهاد، وهم متساوون فيه.
  وذكر الإمام بعد هذا أن لا يعطى الصبيان، ويعطى العبيد، لأن لهم قوة.
  وإذا كان المرض لا يرجى زواله، كالفالج لم يعط، لأنه قد خرج عن المقاتلة وصار كالصبيان.
  وإذا مات أحد الأجناد، ففي أولاده احتمالان:
  المختار: أنهم يعطون، لأن ذلك يرغب في الجهاد والفيئ من فاء يفيئ: إذا رجع لما كان المال يرجع إلى المسلمين من الكفار.
  والنفل: واحد الأنفال، ويقال: بسكون الفاء وتحريكها - وهو ما يشترط الواحد من الجنس على فعل يكون مفضياً إلى الظفر، وسمي نافلة، لأنه زائد على ما يستحق من السهم، كما سميت نافلة الصلاة لزيادتها على الفريضة، وسمي