باب صفة الصلاة
  وأما حجة الهدوية بقوله ÷: «مالي أراكم رافعي أيديكم ....» الخبر. فكانوا يستترون بالأيدي عند التسليم فورد الخبر، وقال: «اسكنوا في الصلاة».
  وفي حد رفع اليدين مذاهب مختلفة إلى الهامة، وإلى الأذن، وإلى المنكب، وإلى الصدر، وقد وردت أخبار مختلفة. وروي أن ش ¥ لما دخل العراق، وجاءه أبو ثور والكرابيسي، شيخي العراق والعالمين فيه، فأراد أن يستعلما ما عنده من الفضل، فقالا له: تكلم، فقال: تكلما، فقالا له: ما تقول: في رجلين اصطدما ومع كل واحد منهما بيضة فانكسرت البيضتان؟ فقال ش: هذا سهل على كل واحد منهما نصف بيضة صاحبه، ولكن ما تقولان في رفع اليدين عند الافتتاح؟ فقالا: ترفع إلى المنكبين، لما روي آن ابن عمر أن أن النبي ÷ رفع يديه حذو منكبيه. فقال ما تقولان: فيما روى وائل بن حجر أن الرسول ÷ ورفع يديه حتى حاذا بهما أذنيه فقالا: ترفع اليدين إلى الأذنين، فقال: ما تقولان: فيما روى وائل بن حجر في خبر آخر فيه فرجعت إليهم، يعني الصحابة ¤ القيم فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى صدورهم. فقالا: لا تعلم شيئاً. فقال ش: أما رواية وائل إلى الأذنين فأراد به أطراف الأصابع. ورواية ابن عمر: إلى المنكب، فأراد الكف. أما رواية وائل الأخرى إلى الصدر، فكان ذلك في زمن الشتاء، وكانوا يلبسون الثياب الغليظة من الصوف والبرانس، والجباب، وكان يثقل عليهم الرفع إلى الأذان والمناكب، فأعجبهما ما رأيا من فضله وجمعه بين هذه الأحاديث. واستحسنا ما ذكره. وهكذا اختار في تنزيل الأخبار كما نزل(١) ش.
  ومن روى أنه كان يرفع إلى الهامة، فقد رواه الترمذي، وهو مردود بما أوردناه، وإذا كبر نشر أصابعه؛ لأن الرسول ÷ كان ينشر أصابعه إذا كبر.
(١) في (ب): ينزل.