فصل: والمستحب إذا فرغ من الصلاة أن يمكث قليلا
  فإن صلى في المسجد تحول عن مكانه، لقوله ÷: «أيعجز أحدكم إذا صلى المكتوبة أن يتقدم أو يتأخر».
  وإذا فرغ من الصلاة وله حاجة توجه لها يميناً، أو شمالاً.
  وروي أن انصراف رسول الله ÷ كان أكثره ذات الشمال. لأن منازله كانت ذات الشمال، فإن لم يكن غرض، فالمستحب أن ينصرف إلى [ذات](١) اليمين؛ لأنه ÷ كان يحب التيامن. ويستحب الدخول إلى المسجد برجله اليمنى، ويقول: «اللهم افتح لنا أبواب رحمتك». ويستحب في الخروج من المسجد أن يكون باليسار وأن يقول: «اللهم إني أسألك من فضلك» لأن النبي ÷ كان يفعل ذلك ويقوله.
  ويستحب إذا قال المقيم قد قامت الصلاة أن يقول الإمام والمؤتمون: «أقامها الله وأدامها ما دامت السموات والأرض». لأن الرسول ÷ كان يقوله.
  ويستحب حمل النفس على مشاق النوافل؛ لأنه ÷ قام حتى اسمعرت قدماه. أي انتفتختا من القيام فقيل تكلف هذا، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال ÷: «أفلا أكون عبداً شكوراً». وقيل كان بين إيجاب قيام الليل بقوله تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ}[المزمل: ٢]. وبين نسخه بقوله: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ}[المزمل: ٢٠] سنة. وقيل: عشر سنين.
  ويستحب المداومة على ما اعتاده من النوافل لقوله: «إن الله يحب المداومة على العمل وإن قل».
  ويستحب إذا فتح الصلاة أن يكون خاشعاً خاضعاً، وأن يعرف من يناجي، ومن يخاطب وعلى قدر ما يكون من هذه الأمور يعظم قدر الصلاة ويتفاضل آخرها، كما ورد عن الرسول: «أن الرجل ليصلي ثم ينصرف ولم يكتب له من
(١) ذات: ساقطة من (ب)