باب صلاة العيدين
  قال الإمام #: وأقول: والله در أهل الصلابة في دين الله والوثاقة في أمر الله. الذين أحرزوا من الله الكرامة، ولم يأخذهم في إظهار دين الله [لومة لائم](١)، ولقد كان منهم من تحز رقبته على إظهار كلمة حق يقولها عند ظهور بدعة من ظالم، وفي الحديث: «أفضل الجهاد كلمة حق بين يدي سلطان جائر».
  وذكر الإمام الهادي، والناصر، أنه يكبر عقيب صلاته ثلاث تكبيرات، ولم أجد ذلك في شيء من كتب الأحاديث، وظاهر كلامهما أنه استحسان من نظرهما ليعلم الناس أن قد فرغ من الصلاة، لأن التسليم لا يعلمه الجميع.
  ويفصل في خطبة الفطر بقوله: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
  وفي الأضحى: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلله، والله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً على ما هدانا وأولانا وأحل لنا من بهيمة الأنعام.
  ويسن المنبر وفي القعود قبل الخطبة وجهان:
  أحدهما: أنه لا يسن؛ لأن في الجمعة يقعد ينتظر الأذان، فافترقا.
  والثاني: أنه يسن، وهو المختار، ليستريح بعد صعود المنبر، وليتأهبوا للاستماع، وإذا خطب للجمعة بنية العيد، لم تكن مجزئة له، لأنه خلط الفرض بالنقل.
  وجملة الخطب عند أئمة العترة: سبع خطبة الجمعة، وخطبتا العيد، وأربع في الحج بمكة يوم السابع من الحجة، ويوم عرفة، وخطبة بمنى يوم النحر، وخطبة بمنى يوم النفر الأول. وقال ش: عشر، زاد خطبتي الكسوفين، وخطبة الاستسقاء.
  وسميت أيام التشريق: لأنه تشرق فيها لحم الأضاحي، والهدايا.
(١) في (ب): من لائم ملامه.