الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

فصل: في ليلة القدر

صفحة 294 - الجزء 1

  عليك النداء وعلينا البلاغ فقيل: إن إبراهيم ~ صعد المقام، وقال: يا عباد الله أجيبوا داعي الله فأجابه من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة، وقيل: أنه لا يحج إلا من أجاب دعوة إبراهيم ~ وقيل: أول من حج آدم ~ وما قام نبي إلا وقد حج البيت.

  وحكى الترمذي في صحيحه عن جابر بن عبد الله أن الرسول ÷ حج ثلاث حجج: حجتان قبل أن يهاجر، وحجة بعدما هاجر، فيها عمرة، فساق الهدي ثلاثاً وستين بدنة. وجاء علي # ببقيتها، وقد قيل: كانت ثلاثاً وسبعين بدنة فيها جمل لأبي جهل في أنفه برة من فضة، وقيل: من ذهب.

  وحكى الترمذي عن قتادة، قال: سألت أنس بن مالك، كم حج الرسول ÷؟ فقال: حجة واحدة، واعتمر أربع عمر عمرة في ذي القعدة، وعمرة الحديبية، وعمرة الجعرانة، وعمرة في حجته.

  وليس بين حديث أنس وحديث جابر تناقض، فإنه يمكن الجمع.

  ولما نزل قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}⁣[آل عمران: ٩٧] قالوا: يا رسول الله أفي كل عام؟ فسكت فقالوا: يا رسول الله في كل عام؟ فقال: لا، ولو قلت نعم لوجبت.

  ونزل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ}⁣[المائدة: ١٠١]. وهذا الحديث دل على جواز السؤال واستجابته؛ لأنه لم ينكر.

  وأنه لا يجب الحج إلا مرة في العمر.

  وحكى بعض ص ش عن بعض الناس أنه واجب في كل عام، ولم أعرف هذا القول ولا قائلة بعينه.

  والشرع بالإضافة إلى الرسول على ثلاثة أوجه:

  الأول: ما في القرآن، وهي خمسمائة آية.