الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

فصل: سميت عرفات

صفحة 331 - الجزء 1

فصل: سميت عرفات

  لأن جبريل علم آدم مناسكه فيها.

  وقيل لأن آدم عرف فيها حواء.

  وقيل: لأنه موضع عال. والعرب تسمي العالي عرفة.

  والأفضل أن يقف في عرفة عند الصخرات السود، عند جبل الرحمة، لأن آدم ومن بعده من الأنبياء والنبي À أجمعين، ومن بعده من الصحابة والتابعين وقفوا عندها. ويكثر في دعائه من قوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك، وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير. لقوله ÷: «أفضل ما قلته وقاله الأنبياء قبلي: لا إله إلا الله ...». إلى آخره.

  وسئل سفيان بن عيينة عن أفضل الدعاء يوم عرفة، فقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له». فقيل له: هذا ثناء وليس دعاء، فقال: أما سمعت قول الشاعر:

  إذا أثنى عليك المرء يوماً ... كفاه من تعرضه الثناء

  ويستحب رفع اليدين عند الدعاء، لقوله ÷: «لا ترفع الأيدي إلا عند الموقفين».

  يعني: عرفة والمشعر.

  ويستحب أن يدعو راكباً؛ لأن الرسول ÷ دعا راكباً، ولأنه أفرغ من الازدحام.

  وحديث الحارث بن مضرس، حيث قال: أتيت النبي بالمزدلفة فقلت: يا رسول الله ÷ أتيت من جبل طي، ولم أدع جبلاً إلا وقفت عليه، فهل لي من حج؟.