فصل: في الوليمة
  وأما الإجابة في سائر الولائم، ففي ذلك ثلاثة أقوال:
  مذهب أئمة العترة، والذي صححه صاحب الشامل للش: أنها غير واجبة.
  والثاني: أنها واجبة كوليمة العرس، وهذا هو الذي حكاه أبو حامد الاسفراييني عن ش.
  الثالث: حكاه المسعودي من ص ش: أنه إذا دعي النقري لم تلزم الإجابة، والنقري:
  الدعوة الخاصة، وإن دعي الجفلي وجبت الإجابة، والجفلي: الدعوة العامة، قال الشاعر:
  نحن في المشتاة تدعو الجفلى ... لا ترى الآدب فينا ينتقر
  ويسقط استحباب الإجابة، بأن يكون في الدار منكر من شرب خمر، أو رؤية من لا تجوز رؤيته، أو استعمال ما لا يجوز من الأواني، إلا أن يرفع ذلك بحضوره أو يكون ثم صورة الحيوان على الجدر، والثياب إلا ما تحت الأقدام.
  ولا تفترق الحال في تحريم الصور المحرمة بين أن يكون له شبح مستقيم، أو أن يكون بأنواع الصناعات، لأن حديث أمير المؤمنين عند دعاء النبي ÷ وقد أنجر طعاماً، فلما أتى الباب لم يدخل ورجع، وقال ÷: «لا أدخل بيتاً فيه صور فإن الملائكة لا تدخله». قال: هي الصورة في الستر. وكذا حديث عائشة الذي أمرها فيه بقطع الستر الذي فيه التصاوير.
  وقد قيل: أن أصل عبادة الأصنام كانت من الصور، وذلك أن آدم # لما مات جعل في تابوت من خشب، وكان بنوه يعظمونه، ثم افترقوا، فحصل بعضهم على ذروة الجبل، وبعضهم في أسفله، وحصل التابوت مع أهل ذروة الجبل، فلم يقدر من هو في أسفله، على الصعود إلى أعلاه، فشق عليهم ذلك، فصوروا مثله من حجارة وعظموه، فلما طال عليهم الزمان ونشأ من