الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

باب: فيما يتعلق بالطلاق

صفحة 472 - الجزء 1

  بين تقدم الجزء [أو تأخره]⁣(⁣١) لأن الشرط دخل الشرط، فتعلق الأول بالثاني، كقوله تعالى: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ}⁣[هود: ٣٤]. التقدير إن كان الله يريد أن يغويكم فلا ينفعكم نصحى. وكذا أنت طالق إن أكلت متى دخلت أو متى أكلت، متى دخلت أو إذا أقمت أو إذا قعت. والمختار: أنه إن تقدم الجزاء، فكما ذكر أبن أبي الفوارس، فإن تأخر فيحتمل أن يتعلق بالآخر، لأنه الملاصق ويحتمل أن يتعلق بكل واحد منهما.

  وإذا قال: أنت طالق، إن أكلت، وشربت، أو شربت وركبت لم تطلق إلا بالجميع بخلاف: أنت طالق إن أكلت أو شربت أو ركبت فيتعلق بإيها والفرق أنه إذا أدخل حرف الشرط فلكل حرف جزاءه.

  وإذا قال: إن أكلت الرغيف، فأنت طالق، وإن أكلت نصفه فأنت طالق، وإن أكلت ربعه فأنت طالق، فأكلته، طلقت ثلاثاً على قول أهل الثلاث، فإن أتى بالأخريين طلقت ثنتين بنصفه، لأنه قد وجد النصف والرابع.

  فإن قال لأمرأتين: إن دخلتها هذين الدراين، طلقا إن دخلت كل واحدة الدراين معاً، فإن دخلت واحدة دار، ودخلت الثانية الدار الأخرى، ففي وقوع الطلاق احتمالان.

  وإذا قال: أنت طالق لو دخلت الدار، ففيه احتمالات أربعة:

  الإحتمال الأول: أن لو [هنا]⁣(⁣٢) شرطية بمثابة إن، فتطلق إن دخلت، لأن أصلها للماضي، ودخولها للمستقبل مجازاً، وهذا محكي عن الفراء وف، وهو المختار.


(١) في ب: وتأخره.

(٢) هنا: زائده في ب.