باب: نفقة الحيوان غير الرقيق
باب: نفقة الحيوان غير الرقيق
  من ملك بهيمة توجه عليه القيام بحالها، وفي الحديث عنه ÷: «اطلعت ليلة أسري بي على النار فرأيت امرأة فيها فسألت عنها، فقيل: إنها ربطت هرة لم تطعمها ولم تسقها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت فعذبها الله بذلك».
  والخشاش بالحاء المنقوطة والسين بثلاث من أعلاها: هو حشرات الأرض، يقال فيه: خشاش بكسر الخاء وفتحها، والكسر أكثر فيه، فقيل: أنها مرت بكلب يلهث على رأس بئر من العطش فأرسلت اسارها - وهو الخمار - في ماء البئر ثم عصرته في حلقه، فغفر الله لها بذلك.
  ولأن البهائم لأرواحها حرمة، ولهذا فإنه لا يجوز تعذيبها، وعنه ÷: «من قتل عصفوراً لغير أكله جاء يوم القيامة العصفور وله صراخ تحت العرش يقول: سل هذا لما قتلني لغير منفعة».
  وإذا كانت في المدن الكبيرة، وجب على صاحبها علفها، لأنه يتعذر الرعي، وإن كانت في البراري، وفيها ما يقوم بحالها لم يجب على صاحبها علفها، وإن كانت البراري لا تنبت كالأرض السبخة، وأراضي مصر فإنها قليلة المرعى، وجب على صاحبها علفها، ثم إن كان مشقوق الشفة، كالإبل يكتفي بالرعي، وغيره قد يكتفي، وقد لا يكتفي، فيجب على صاحبها تمام كفايته.
  ولا يجوز أن يجلب من البهائم إلا ما فضل عن نفقة أولادها.
  ويجب على من احتبس من الطيور ذوات التغريد لسماع أصواتها واللذة به أن يطعمها ويسقيها مما كانت تالفة مما يكون قواماً لأجسادها، وصلاحاً لحالها، وهكذا إشباع الطيور إذا احتبست للصيد، يجب طعامها مما كانت تالفة من اللحوم، وهكذا الكلاب والفهود إذا احتبستها يجب القيام بحالها.