فصل: لا تقبل نية الحالف.
  وأحمد بن حنبل، بعض اص ش، لأنها قد تقررت قسماً في استعمال الشرع وعرف اللغة، قال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ٧٢}[الحجر]. وقال الشاعر:
  وكل أخ مفارقة أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان
  واختلف في معناها، فقيل المعنى: بقاء الله وحياته. وقيل: علم الله، فإن قال: لعمر الله بالنصب، كان يميناً، إذا نوى اليمين، لأن الأكثر رفعها، قال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ}[الحجر: ٧٢] والمعنى: لعمرك قسمي، كما تقول: يمين الله قسمي، وقد يرد منصوباً، كما قال رجل للرسول ÷: «من أنت عمرك الله؟ فقال: رجل من قريش» ولم يرد مجروراً، وقد يرد مضافاً إلى النفس، كما يضاف إلى الكاف. قال الأعشى:
  العمري وما عمري علي بهين ... نهاري ولا ليلي علي
  وقوله: عمرك الله، أي سألت الله بقاك. وإذا قال: وأيم الله ونوى اليمين، كانت يميناً، لأنه ÷ قال في أسامة: «وأيم الله إنه لخليق بالإمارة». [فإن](١) أطلق، أحتمل أن لا تكون يميناً، وهو المختار، لأنه لا يعرفه إلا من كانت له دربة في اللغة، وفيها لغات: أيمن الله جمع يمين وأيم الله، وهيم الله، بإبدال الهمزة هاء، كما يقال: هرقت الماء، أي أرقته، وهيمن الله، ومن الله، بضم الميم، ومن الله بكسر الميم، وكذا لو قال: يمين الله، ويمين بالله، كان يميناً، كقوله: بالله، بل هذا أكد لاقترانه باليمين.
  وقيل: اشتقاق اللغات من اليمن وهو السعادة، وقيل: من اليمن، وهذا الأقوى، والأسبق إلى الأفهام.
  وإذا قال: لاهآء الله لا فعلت ولا أفعلن، كان يميناً، إذا نوى به اليمين، لما روي أن رجلاً جاء إلى النبي ÷ فقال أن أبا قتادة قتل رجلاً، وأخذت سلبه
(١) في ب: وان.