كتاب: الأطعمة
كتاب: الأطعمة
  المروي أنه ÷ (ما مدح طعاما ولا ذمه) والمراد به في الضيافة، لئلا يحزن صاحبها، وكل ذلك أدب من جهته ورحمة ورفقاً.
  فأما في غير الضيافة، فيجوز أن يمدح بما لا يؤدي إلى الكذب أو ندم بما لا يؤدي إلى إساءة الأدب. وقد جرت عادة السلف الصالح أن يقال: هذا طعام جيد وهذا طعام ردئ وهذا نيئ وهذا مطبوخ إلى غير ذلك، وقد قال تعالى: {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ}[الفرقان: ٥٣] وقد قال ÷: «نعم الإدام اللحم» «ونعم الأدام الخل وما افتقر بيت فيه خل» وكان ÷ اذا وضع بين يديه الطعام قال: «بسم الله اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه إذا كان لينا» فإذا كان غيره قال: «اللهم بارك لنا فيه وأرزقنا ماهو أفضل منه» فإذا شبع ورفع يده قال: «الحمد الله الذي كفانا المؤنة واسبغ علينا الرزق الحمد الله الذي أطعمنا وسقانا وكسانا وأدونا وجعلنا مسلمين الحمدالله الذي سوغه وجعل له مخرجا اللهم بارك لنا فيما رزقتنا واجعلنا شاكرين» والأصل في المأكول التحليل لقوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ}[الأنعام: ١٤٥]، والأمر بالقتل دلالة التحريم، كالمؤذيات والنهي عن القتل دلالة التحريم إذ لو كان مأكولا لم ينه عن قتله وذلك كالهدهد، والخطاف، والنحلة، والصريد والنمل، وهكذا حال الرخمة وهي في معنى الحداة وهي ذات مخلب ضعيف، والجلالة إذا ظهر النتن والرائحة الخبيثة في لحمها، لم يحل أكلها وكانت نجسة، ولا تظهر بزوال الرائحة بالطبخ، وماروي في حديث الصعب بن جثامة حيث قال: مر بي رسول الله ÷ بالأبواء - جثامه بالجيم والثاء بثلاث من أعلاها. والأبواء: بنقطة من أسفلها. والضب: حيوان لا يسكن إلا المواضع التي لاماء فيها ويقال أنه لا يشرب أبداً وفي المثل: فلان أعق من ضب، لأنه يكاد يأكل أولاده.
  وذكرت الحنفية: أنه يحرم اليربوع، والوبر وابن عرس، لأن الأصل التحريم.