الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

فصل:

صفحة 281 - الجزء 2

فصل:

  وقد [غير الشيب]⁣(⁣١) الحسنان ومحمد بن الحنفية وزيد بن علي خضب عارضه وكثير من سادات أهل البيت، وتركه أفضل.

  وقد قال بعض الحكماء: الشيب واعظ نصيح، وجادل فصيح.

  وتغييره يكون بالوسمة: وهو نبت يسود الشعر، ويكون بالحنا والكتم، وهما يحمران، والوسمة أحسن، وأزين، لأنها ترد إلى ماكان عليه في الأصل.

  وقد بالغ الإمام علي في الجزء الأول أن السواد لا يجوز، وهنا قال الوشمة أحسن.

  وعلى الشجعان أن يعلموا أنفسهم في الحرب وقد علم حمزة نفسه، بعلامة في صدره يوم بدر بريش وكان أبو دجانه له عصابة حمراء يلبسها في الحرب، فكان إذا لبسها قال الناس: أخرج أبو دجانه عصابة الموت وكان من شجعان الصحابة.

  ويجوز أن يتخذ لسيفه حلقا من الفضة، وأن يكون قبيعته وهي رأسه من الفضة، لأن نعل سيف رسول الله ÷ من فضة وقبيعة سيفه فضه وما بين ذلك حلق فضه. وهكذا روي عن أمير المؤمنين كرم الله وجهه مثل ذلك. فأما ماروي أنه امتنع من الركوب على ميثرة الديباج وغاشيته فقد حمل أنه في غير الجهاد، لكن قد روي أن ذلك يوم صفين، فيكون ذلك لبلوغه في الزهد كل غاية.

  ويجوز أن يتخذ للدرع خربان من ذهب والخربان: جيب الدرع، لأن في ذلك إرهاب وهو يمنع من نفوذ السلاح، والخربان: بضم الجيم والراء وتشديد الباء وهو فارسي معرب.


(١) ما بين القوسين: بياض في أ.