الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

باب الحيض

صفحة 84 - الجزء 1

  وقال: رأيت جدة لها إحدى وعشرون سنة.

  قال أصحاب يحيى على أصله: أن تكون لتسع عشرة سنة؛ لأنها تحمل لتسع، وتضع لستة أشهر، وكذا ابنتها، وكذا يتأتى على مذهبنا.

  وقول ع: إذا حاضت أربعاً وظهرت إحدى عشرة ثم كذلك مرة أخرى أنه قد ثبت الوقت وذلك لأن قد حاضت أول النصف مرتين، وقوله ÷ في حديث حمنة بنت جحش وقد أخبرته باستحاضتها أنها ركضة من ركضات الشيطان تحيضي، في علم الله ستاً أو سبعاً.

  يحتمل ذكر الركضة وجهين:

  الأول: أن تكون من الشيطان حقيقة، ومكنه الله من ذلك كما مكنه من الإغواء، ويدل عليه قوله تعالى: {كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}⁣[البقرة: ٢٧٥].

  الاحتمال الثاني: أن الإضافة إلى الشيطان على جهة المجاز، والله تعالى هو الفاعل وأضيف⁣(⁣١) إلى الشيطان بسبب عقوبة دعا إليها الشيطان، وقوله: في علم الله ليس الغرض فيما استأثر الله بعلمه، فإنه لا يتعبدنا بذل ك، وإنما الغرض أمران:

  أحدهما: فيما علمك الله على لسان نبيه.

  والثاني: في علم الله، أي فيما علم ودل عليه من الأمارات، ويحتمل حديث حمنة أن تكون ذات عادة، وأن تكون مبتدأة، وهو الأقوى؛ لأنه لم يسألها عن عادتها، وإنما خص الست والسبع، لأنهما الغالب من عادات النساء، وإنما أتي بحرف التخيير لأحد أمرين:

  إما أن ذلك الغالب في النساء، ويؤيد هذا ما روي أنه قال لها: فأيهما قعدت فلا حرج.


(١) في (ب) أو أضيف.