الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

فصل: فيما يمنع من قبول الشهادة بعدم العدالة أو لا يمنع

صفحة 326 - الجزء 2

  فقال: مزمور الشيطان في بيت رسول الله ÷، أو قال: مزمار الشيطان، فقال الرسول الله عليه وآله وسلم: «دعهما فإنها أيام عيد».

  وعن عمر قال: الغنا زاد الراكب، وعن عثمان أنه كان له جاريتان تغنيان، فاذا جاء وقت السحر، قال: هذا وقت الاستغفار.

  المذهب الثالث: محكي عن ش وح وك: أنه إن غنا لنفسه في بعض الأوقات، أو شرى غلاماً أو جارية تغني له في الأوقات من غير اجتماع الناس إليه جاز، وكره، وإن داوم على فعله، وكان يغشاه الناس كثيراً سقطت عدالته.

  والأخبار محمولة في القسم الأول على الكراهة.

  والظاهر من كلام الأئمة أنه لا فرق بين سماع الغنا وفعله، وهذا هو المختار، لأن الأدلة لم تفصل.

  وعن ش: يحظر إذا قصد المغنين، يباح إذا سمع خفيه. ويجوز اسماع نشيد الأعراب، إذا عدم الفحش والفجور والكذب، لما روي عمرو بن الشريد أردفني رسول الله ÷ خلفه، فقال لي: «هل معك شيء من شعر أمية بن أبي الصلت؟» فقلت: نعم، «فقال: هيه، يعني هات منه، فانشدت له شيئاً، فقال: هيه، فانشدته وهو يقول: هيه حتى انشدته مائة بيت».

  وروى جابر بن سمرة قال: حضرت عند الرسول ÷ لهم أكثر من مائة مرة، وأصحابه ينشدون الأشعار ويتذاكرون أمر الجاهلية والرسول ربما سكت وربما أنشد.

  وروي أن الرسول ÷ أنشد بيتاً لطرفة بن العبد، وهو قوله:

  ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك من لم تزود بالاخبار

  فقال أبو بكر: ما هو هكذا يا رسول الله، وإنما هو: ويأتيك بالأخبار من لم تزود، قال يا أبا بكر مالي وللشعر وأين الشعر مني؟

  وري أنه ÷ لما قدم المدينة تلقاه شباب الأنصار فجعلوا يقولون: