فصل: فيما يمنع من قبول الشهادة بعدم العدالة أو لا يمنع
  والمحكي عن ش وص: أن ذلك يوجب رد الشهادة، لأن تلبسه بها دال على سقوط قدره ومروءته، وهذا نحو الجزار والحجام، والدباغ، والدلاك في الحمام، والكباس: وهو المغمر للأيدي والأرجل، والكناس للفرش والحمامي، ومن حرفته اخراج السناديس، والبوالع. فأما الحاكة، فحكي عن ش فيهم قولان:
  الرد، والقبول. وهذا لا وجه له في زماننا، فإنهم مخصوصون من بين أهل الحرف بالملازمة على الديانة، فاشبهوا سائر أهل الحرف.
  وفي الحديث عنه ÷: «خير عمل الرجال الأبرار الخياطه وخير عمل النساء الصوالح المغزل».
  وقد اختار الله تعالى لنبيه ÷ من المكاسب التجارة ومن الحرف الرعاة، فكان راعيا للغنم قبل نبوته، وقد قال عمال: «ما من نبي إلا وقد رعى، قالوا وأنت يا رسول الله قال: وأنا»، قال العلماء، إنما اختار لهم الرعاة ليبتليهم بالرحمة بالبهائم، فإن كانوا في غاية الرحمة في البهائم، فهم بالخلق ألطف وأرحم.