الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

باب: حد القذف

صفحة 404 - الجزء 2

  الآية الثانية قوله تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ}⁣[النور: ١١]، ثم خص عبد الله بن أبي بقوله: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ١١}⁣[النور].

  الآية الثالثة قوله تعالى: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ}⁣[النور: ١٧]، توبيخ شديد وأراد: هلا إذا فزع أسماعكم فزعتم إلى الظن اللائق بكم، وأن من وقَّر الإسلام في صدره لا يرتكب هذه الفاحشة.

  الآية الرابعة: قوله تعالى: {لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ}⁣[النور: ١٣]. هذا توبيخ آخر، وأراد به السلامة من الافك وأن يأتوا بأربعة شهداء: فإن لم يكن معه برهان واضح، فأولئك: إشارة إلى النفر الذين ذكرناهم، وهم عبد الله بن أبي وأصحابه هم المختصون بالكذب والفرية.

  الآية الخامسة: قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ}⁣[النور: ١٤] ببعثة الرسول ÷ وكونه بين أظهركم وتدارككم بالألفاظ الخفية بالتدارك بالتوبة.

  الآية السادسة: قوله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ}⁣[النور: ١٥]، أراد: أنكم تلقونه ويأخذه بعضكم من بعض على جهة الإشاعة ويعتقدون اعتقاداً فاسداً أنه هين لا خطر له، وهو عند الله عظيم بعظم حاله، ويستحق عليه العقوبة العظيمة.

  الآية السابعة: قوله تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا}⁣[النور: ١٦].

  ثم عقبه بقوله: سبحانك: تنزيه لله أن يعصى بمثل هذا، وفيه تعجب على إقدامهم على الفاحشة العظيمة، وقوله: هذا بهتان عظيم، يعني أدخل في القبح من الكذب.