النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[تعريف المتعدى وغير المتعدى]

صفحة 992 - الجزء 2

المتعدي وغير المتعدي

[تعريف المتعدى وغير المتعدى]

  (فالمتعدي: ما يتعلق فهمه على متعلق ك (ضرب)، التعدي في اللغة المجاوزة، وفي الاصطلاح، ما ذكر معناه أنك إذا قلت ضرب فقد توقف فهمه على مضروب⁣(⁣١).

  قوله: (وغير المتعدي بخلافه ك (قعد»، يعني إذا قلت: (قام) و (قعد) فهو تام بفاعله ولم يتوقف فهمه على غيره، واعترض فإن نحو: (قعد) يتوقف منهمه على معناه وهو ظرفه، ومتعلّق أيضا بواسطة حرف الجر، وأجيب عن الظرف، بأنه قصد بالمتعلق المفعول به، وعن المتعدي بحرف أو نحوه بخلاف المتعدي بنفسه، فإنه لا يعقل معناه إلا وقد عقل له متعلق جملة، وقد جعل المصنف⁣(⁣٢) التعدي واللزوم راجعين إلى المعنى، وقد وجدت أفعال متفقة المعنى، ومنها ما يتعدى ومنها ما لا يتعدى، نحو:

  (أمن) و (صدّق) و (خاف) و (أشفق) تقول (آمنت بزيد)، (وصدقت زيدا) مع اتفاقها معنى، و (خفت زيدا) و (أشفقت منه)، وأفعال متفقة في المعنى، ومنها ما يتعدى إلى واحد ك (عرف)، ومنها ما يتعدى إلى اثنين ك (علم)


(١) قال الشريف الجرجاني في حاشية الرضي ٢/ ٢٧٢: وهذا كما ذكرنا في حد المفعول به أن الذي يقع عليه فعل الفاعل ك (ضربت زيدا) أو يجري مجرى الوقوع عليه نحو: (ما ضربت زيدا).

(٢) ينظر شرح المصنف ١٠٩.