النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[احكامها]

صفحة 1145 - الجزء 2

  وزاد الكوفيون والكسائي⁣(⁣١) (أي) نحو: (هذا غضنفر أي أسد)، (ورأيت غضنفرا أي أسدا)، وضعف بأن شرط العطف المغايرة، والذين نقصوا لم يعدوا (حتى)، و (أما) و (لكن)، وهذه الحروف التي ذكر اشتركت في أنّ ما بعدها بإعراب ما قبلها، واختلف. (فالأربعة الأول للجمع)، مطلقا⁣(⁣٢)، و (أو) و (أما) و (أم) لأحد الأمرين لا بعينه، و (بل) و (لا) و (لكن) لأحدهما بعينه.

[احكامها]

[الواو]

  قوله: (فالواو لجمع مطلق⁣(⁣٣) لا ترتيب فيها)⁣(⁣٤)، يعني إذا قلت: (جاء زيد وعمرو)، احتمل مجيئهما في وقت، وتقدّم أحدهما على الآخر، ولا دليل في الواو على أحد هذه الاحتمالات الثلاثة، هذا مذهب المحققين من النحويين والأصوليين⁣(⁣٥) واحتجوا بوجوده، أحدهما: قولهم: (المال بين زيد وعمرو)، (ونجا زيد وعمرو)، و (اقتتل زيد وعمرو)، فهذه لا يصح فيها


= الأدب ٣/ ٤٢١.

والشاهد فيه (إلا الفرقدان) أي الفرقدان على رأي الأخفش والفراء.

(١) ينظر مفتاح العلوم للكسائي ١١٨، وشرح الرضي ٢/ ٣٦٣، والجنى الداني ٢٣٤، ومغني اللبيب ١٠٦.

(٢) أي (الواو والفاء وثم وحتى).

(٣) معنى المطلق أنه يحتمل أن يكون حصل من كليهما في زمان واحد، وأن يكون حصل من زيد أولا، وأن يكون حصل من عمرو أولا من قولنا: (جاءني زيد وعمرو) أي حصل الفعل من كليهما لا من واحد منهما) من شرح الرضي ٢/ ٣٦٣.

(٤) هذا مذهب البصريين ونقل عن الكوفيين والفراء والكسائي وثعلب والربعي وابن درستويه وغيرهم أنها للترتيب وبه قال الفقهاء أنها للترتيب (من شرح الرضي ٢/ ٣٦٤، وقال المرادي في الجنى نقلا عن الإمام الجويني إمام الحرمين في البرهان: من مذهب أصحاب الشافعي أنها للترتيب، وعند بعض الحنفية للمعية، وقد زل الفريقان).

وقد نص سيبويه على إفادتها الجمع) ينظر الجنى الداني ١٥٨ وما بعدها.

(٥) ينظر التفاصيل في الكتاب ٤/ ٢١٦، والمقتضب ١/ ١٤٨، والمفصل ٣٠٤، وشرحه لابن يعيش ٨/ ٩٠، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٧١٦ وما بعدها وشرح الرضي ٢/ ٣٦٤، والرصف ٤٧٣ وما بعدها، والجنى الداني ١٥٨ وما بعدها، والمغني ٤٦٣ - ٤٦٤.