النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[معاني الكاف]

صفحة 1107 - الجزء 2

  وقال الفراء:(⁣١) هما باقيتان على الحرفية بعد دخول (من) عليهما، وادعى أنه يجوز دخولها على سائر حروف الجر خلا (من) و (الباء) و (اللام) في.

[معاني الكاف]

  قوله: (والكاف للتشبيه)، نحو: (زيد كالأسد) أي مثله.

  قوله: (وزائدة)، نحو: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣(⁣٢) لأنها لو لم تزد لزم نفي مثل المثل، وقوله:

  [٧٤٧] وصاليات ككما يؤثفين⁣(⁣٣) ... ... -

  وقال القزويني⁣(⁣٤) في الآية: ليست الكاف زائدة بل من باب الكناية، لأنه إذا انتقى مثل المثل كان نفيا للمثل نفسه، وقال أبو حيان:⁣(⁣٥) المثل يراد به الصفة، والمعنى: ليس كصفته شيء، وقال الرازي: (مثل) هي الزائدة (مثل مثلك لا يبخل) أي أنت. قال الوالد: وليس بشيء لأنه فرّ من زيادة


(١) ينظر معاني القرآن للفرّاء ٣/ ٢٤٦، والجنى الداني ٤٧٢.

(٢) الشورى ٤٢/ ١١ وتمامها: {فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(٣) صدر بيت من مشطور السريع وهو لخطام المجاشعي في الكتاب ١/ ٣٢ - ٤٠٨، ٤/ ٢٧٩، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٣٨، وينظر المقتضب ٢/ ٩٥، وجمهرة اللغة ١٠٣٦، والخصائص ٢/ ٣٦٨، ومجالس ثعلب ١/ ٤٨، وشرح الرضي ٢/ ٣٤٣، ومغني اللبيب ٢٣٩، وشرح شواهد المغني ١/ ٥٠٤، ورصف المباني ٢٧٨، والجنى الداني ٨٠ - ٨١، وخزانة الأدب ٢/ ٣١٣ - ٣١٥.

والشاهد فيه قوله: (ككما) حيث استعمل الكاف الثانية اسما بمعنى مثل فأدخل عليها الكاف لأنها في معناها.

(٤) القزويني هو محمد بن عبد الرحمن أبو المعالي قاضي القضاة ولد سنة ٦٦٦ هـ وتوفي سنة ٧٣٩ هـ. من تصانيفه تلخيص المفتاح في المعاني والبيان، وله إيضاح التلخيص. ينظر ترجمته في بغية الوعاة ١/ ١٥٦ - ١٥٧، والدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة لابن حجر ٣/ ٤٩٩ - ٥٠٠.

(٥) ينظر البحر المحيط ٧/ ٤٨٨ - ٤٨٩.