النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[جواز العطف وشروطها]

صفحة 1123 - الجزء 2

  أن معها كما فتحت في لا بد إما على الفاعلية نحو: (لا بد أنك كذا)، أو المفعولية نحو: (لا بد من أنك تفعل)، وهذه الوجوه من التي أشار إليها الشيخ بقوله: (شبهه).

[جواز العطف وشروطها]

  قوله: (ولذلك جاز العطف على اسم المكسورة لفظا أو حكما بالرفع دون المفتوحة) [مثل إن زيدا قائم وعمرو]⁣(⁣١) أي ولأن المكسورة لا تغير معنى الجملة بل زادتها تأكيدا، جاز العطف على اسمها بالرفع، حيث تكون مكسورة لفظا⁣(⁣٢)، نحو: (إن زيدا قائم وعمرو) حيث تكون مكسورة حكما في باب العلم، لأنها سدت مسد مفعولي علمت نحو: (علمت أن زيدا قائم وعمرو)، وعليه قوله تعالى: {وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}⁣(⁣٣).

  فعطف ورسوله على محل اسم إن، والآذان بمعنى الإعلام وقوله:

  [٧٥٧] وإلا فاعلموا أنّا وأنتم ... بغاة ما بقينا في شقاق⁣(⁣٤)

  ولك أن يكون قوله (لفظا أو حكما) راجعا إلى العطف، فاللفظ


(١) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

(٢) ينظر شرح المصنف ١٢٤.

(٣) التوبة ٩/ ٣.

(٤) البيت من الوافر، وهو لبشر بن أبي حازم في ديوانه ١٦٥، وهو في الكتاب ٢/ ١٥٦، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٤، ومعاني القرآ، للفرّاء ٢/ ٣١١، والمفصل ٢٩٦، وشرح المفصل لابن يعيش ٨/ ٦٩، وشرح الرضي ٢/ ٣٥٣، والإنصاف ١/ ١٩٠، وخزانة الأدب ١٠/ ٢٩٣.

والشاهد فيه قوله: (أنّا وأنتم) حيث وقع الضمير المنفصل الذي محله الرفع وهو أنتم بين اسم (إنّ) وخبرها مسبوقا بواو العطف فهو في تقدير جملة. أي وأنتم بغاة، عطفا على جملة أنا بغاة.