النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المفعول فيه

صفحة 394 - الجزء 1

المفعول فيه

  قوله: (المفعول فيه) هذا ثالث الحقيقية، وحقيقته قوله: (ما فعل فيه فعل) جنس للحد، ودخل فيه يوم الجمعة حسن فإنه لا بد أن يفعل فيه فعل، لكنك لم تذكره لا لفظا ولا تقديرا فلم يكن في اصطلاحهم مفعولا فيه⁣(⁣١).

  قوله: (مذكور) خرج (ما) دخل. قوله: (من زمان أو مكان) تقسيم بعد تمام الحد فالزمان ما دل عليه الفعل بصيغته، وهو مالا حد له على التحقيق كأسماء الأيام والليالي والساعات ونحوها، وعددها نحو: (سرت عشرين يوما) {فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}⁣(⁣٢) وكذلك ما قام مقامه مما حذف قبله اسم الزمان وكان مضافا، نحو: (سرت قدوم الحاج، وخفوق النجم)⁣(⁣٣)، والصفة نحو: (سرت طويلا) أي زمانا طويلا [ظ ٤٩] والمكان


(١) ينظر شرح المصنف ٣٨، وشرح الرضي ١/ ١٨٣.

(٢) الأعراف ٧/ ١٤٢ وتمامها: {وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}

(٣) أي بمعنى مغيبة (أي بمعنى وقت خفوق النجم، وقال ابن يعيش في شرح المفصل ٢/ ٤٤ - ٤٥:

(أي فعلته خفوق النجم وصلاة العصر، وقت خفوق النجم ووقت صلاة العصر فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، واختص هذا التوسع بالأحداث لأنها منقضية كالأزمنة، وليست ثابتة كالأعيان فجاز جعل وجودها وانقضائها أوقاتا للأفعال وظروفا لها كأسماء الزمان).