[في (لكن)]
  روي هذا البيت بالحركات الثلاث، فالرفع على الإلغاء، والنصب على الإعمال، والجر على أنها كاف التشبيه و (أن) زائدة.
[في (لكن)]
  قوله: (لكنّ)، ذهب الجمهور(١) إلى أنها بسيطة وقال بعضهم: مركبة، لكثرة حروفها ثم اختلفوا، مم ركبت؟ فقيل: من (لكن) و (إن)، حذفت نون (لكن) وهمزة (إنّ)، ونسب إلى الفراء(٢)، وقيل: من (لا) و (إن) والكاف زائدة، وقيل: من (لا) و (كأنّ) وحذفت الهمزة وكسرت الكاف.
  قوله: (للاستدراك)، معنى الاستدراك إخراج ما بعدها من حكم ما قبلها، وإن لم يكن، يجب دخوله وهو شبيه بالاستثناء المنقطع، ولذلك قدرّوه به.
  قوله: (تتوسط بين كلامين متغايرين معنى)(٣) يحترز من تغاير اللفظ، فإنه لا يكفي، وحاصله أن الكلامين إما أن يكونا متماثلين لفظا ومعنى، أو لفظا أو معنى، أو متنافيين أو مختلفين، إن كانا متماثلين لفظا
= وهو ل باعث أو باغت بن صريم اليشكري كما في الكتاب ٢/ ١٢٤، ٣/ ١٦٥، والمنصف ٣/ ١٢٨، والمفصل ٣٠٢، وشرح المفصل لابن يعيش ٨/ ٨٣، والإنصاف ١/ ٢٠٢، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٦٠٦، وشرح الرضي ٢/ ٣٦٠، والجنى الداني ٥٧٦، ورصف المباني ٢٨٦، ومغني اللبيب ٥١، واللسان مادة (أنن) ١/ ١٥٧، وهمع الهوامع ٢/ ١٨٨، ويروى ظبية بالرفع والنصب والجر.
والشاهد فيه على الجر (كأن ظبية) الكاف حرف جر وأن زائدة أما الرفع كما في رواية الكتاب فتكون ظبية خبر لكان المخففة واسمها ضمير الشأن المنوي والتقدير كأنها ظبية، أما النصب فقد خففت وأعملت ورويت هذه الرواية في اللسان.
(١) ينظر شرح المفصل ٨/ ٧٩، وشرح الرضي ٢/ ٣٦٠، ومغني اللبيب ٣٨٤.
(٢) ينظر معاني القرآن للفرّاء ٢/ ١٤٤، ومغني اللبيب ٣٨٤.
(٣) قال المصنف في شرحه ١٢٦: يعني أن المعتبر التغاير المعنوي لا اللفظي، وافق التغاير اللفظي أو لم يوافق تقول: (ما جاء زيد لكنّ عمرا قد جاء، فالتغاير هنا حاصل لفظا ومعنى).