النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الاتصال والانفصال في «عسيت»]

صفحة 635 - الجزء 2

  (لولا هو) (لولا هي) (لولا هم) (لولا هن) وإنما كان الإتيان بالضمير المرفوع المنفصل الأكثر، لأن الواقع بعد لولا على كلام البصريين⁣(⁣١) المبتدأ، وعلى كلام الكوفيين فاعل فعل محذوف، وكلاهما لا يقع مع الحرف إلا منفصلا.

[الاتصال والانفصال في «عسيت»]

  قوله: (عسيت إلى آخرها) يعني الأكثر في (عسى) الإتيان بالضمير المرفوع المتصل لأنها فعل، والفعل لا بدّ له من فاعل في التكلم والخطاب والغيبة، تقول (عسيت عسينا عسيت عسيت عسيتما عسيتم عسيتن عساه عساها عساهما عساهم عساهن).

  قوله: (وجاء لولاك)⁣(⁣٢) أي جاء بعد (لولا) ضمير متصل مجرور في جميع الضمائر نحو:

  [٣٨١] ... - ... لولاك هذا العام لم أحجج⁣(⁣٣)


(١) ينظر رأي البصريين والكوفيون في الإنصاف ٢/ ٦٨٧ مسألة رقم ٩٧ القول في هل يقال: (لولاي) وموضع الضمائر، قال الرضي في شرحه ٢/ ٢٠: (يعني أن يجيء بعد لولا غير التخصيصية ضمير مرفوع منفصل لأنه إما مبتدأ أو فاعل فعل محذوف أو مرتفع بلولا فيجب على الأوجه الثلاثة الانفصال، وينظر شرح المصنف ٦٨.

(٢) ينظر مسألة نفسها في الإنصاف ٢/ ٦٨٧.

(٣) عجز بيت من السريع، وصدره:

أومت بكفيها من الهودج

وهو لعمر بن ربيعة في ملحق ديوانه ٤٧٨، والإنصاف ٢/ ٦٩٣، وشرح الرضي ٢/ ٢٠، وشرح قطر الندى ٢٥١، وهمع الهوامع ٤/ ٢٠٩، وخزانة الأدب ٥/ ٣٣٣ - ٢٣٥. ويروى في ذا بدل هذا.

والشاهد فيه قوله: (لولاك) حيث وقع الضمير المتصل الذي حقه أن يكون في موضع الجر أو موضع النصب إلا عند المبرد فإنه منعه وقال هو خطأ. قال الرضي: وهو الصحيح لوروده وإن كان قليلا وأورده الرضي ٢/ ٢٠ محتجا بهذا الشاهد وبالذي بعده.