النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

الإعراب

صفحة 83 - الجزء 1

الإعراب

  قوله: (الإعراب) اختلف في اشتقاقه، فقيل من الإبانة يقال أعرب⁣(⁣١) الرجل عن حاجته إذا أبان عنها، ومنه الحديث: «الثيّب تعرب عن نفسها، والبكر تستأمر»⁣(⁣٢) فكان الإعراب أبين الكلمة، أهي فاعلة أو مفعولة، وقيل من التغيير، يقال عربت معدة الفصيل: إذا تغيرت، فكان الإعراب لما يتغير بتغير العوامل عليه (سمي إعرابا) وقيل من التحسين، وعليه قوله تعالى: {عُرُباً أَتْراباً}⁣(⁣٣) ومنه قولهم: (امرأة عروب) وهي المتحببة إلى زوجها فكان الإعراب يحسّن الكلمة ويزينها.

  وحقيقته ما ذكر وهو (ما اختلف آخره به) أي آخر المعرب بالإعراب، وفيه سؤلان:

  أحدهما: أنه حدّ الشيء بنفسه، لأن الضمير يعود إليه، فكأنه قال


(١) ينظر اللسان مادة (عرب) ٤/ ٢٨٦٧، وكذلك عربت معدة الرجل إذا فسدت، وعرب الرجل عربا فهو عرب اتخم. وقولهم: (امرأة عروب) المرأة الضحاكة، وقيل هي المتحببة لزوجها المظهرة له ذلك، والعرب جمع عروب وهي المرأة الحسناء المتحببة إلى زوجها، وقيل الغنجات وقيل العواشق ... وقال العروب العاصية لزوجها، الخائنة بفرجها الفاسدة في نفسها..

(٢) الحديث يروى: أحق بدل تعرب. رواه مسلم ٢/ ١٠٣٧، وأخرجه أبو داوود ٣/ ٤٢، والشافعي في مسنده ٧٢.

(٣) الواقعة، ٥٦/ ٣٧.