النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الظرف المضاف إلى الجملة و «إذ» يجوز بناؤه على الفتح]

صفحة 756 - الجزء 2

  وقد جاء في المثبت الماضي قال:

  [٤٩٧] ولولا دفاعى عن عفاق ومشهدي ... هوت بعفاق عوض عنقاء مغرب⁣(⁣١)

[الظرف المضاف إلى الجملة و «إذ» يجوز بناؤه على الفتح]

  قوله: (والظرف المضاف إلى الجملة و «إذ» يجوز بناؤه⁣(⁣٢) على الفتح) يعني ما أضيف من ظروف الزمان المعربة إلى الجملة غير هذه المتقدم ذكرها جاز بناؤها بخلاف هذه، فإن بناؤه بخلاف هذه فإن بناءها واجب مثاله: {هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}⁣(⁣٣) {يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ}⁣(⁣٤) و {مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ}⁣(⁣٥) {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}⁣(⁣٦) سواء كانت الجملة اسمية


= وهو للأعشى في ديوانه ٢٧٥، ينظر الأغاني ٩/ ١١١، وجمهرة اللغة ٩٠٥، والخصائص ١/ ٢٦٥، والإنصاف ١/ ٤٠١، وشرح المفصل ٤/ ١٠٧، ومغني اللبيب ٧٦٩، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٠٣، وشرح الرضي ٢/ ١٢٥، واللسان مادة عوض ٤/ ٣١٧١، وهمع الهوامع ٣/ ٢١٢، والدرر ٣/ ١٣٣، وخزانة الأدب ٧/ ١٣٨ - ١٤٠.

والشاهد فيه قوله: (عوض لا نتفرق) حيث استعمل عوض مع القسم أي أن تكون من متعلقات القسم، وعوض متعلق بتفرق أي لا نتفرق أبدا.

(١) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في شرح الرضي ٢/ ١٢٤، وينظر الخزانة ٧/ ١٢٩.

والشاهد فيه قوله: (عوض) حيث جاء عوض المبني للمعنى مع الإثبات لفظا وهو منفي معنى، فإن هوت ماضي مثبت وهو عامل في عوض لكنه منفي معنى لكونه جواب لولا.

(٢) في الكافية المحققة: (والظروف المضافة بناؤها) بدل (والظرف المضاف بناؤه) قال الرضي في شرحه ٢/ ١٠٦: (والحق أن (إذ) إذا حذف المضاف إليه منه وأبدل منه التنوين في نحو: (يومئذ) جاز فتحه ومنه قوله تعالى: {فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} أي فعلتها إذ ربيتني إذ لا معنى للجزاء هاهنا).

(٣) المائدة ٥/ ١١٩، وتمامها: {قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ ...}

(٤) غافر ٤٠/ ٥٢، وتمامها: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}

(٥) المعارج ٧٠/ ١١، وتمامها: {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ}

(٦) هود ١١/ ٦٦، وتمامها: {فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}