النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[ان ومعانيها وموارد استعمالها]

صفحة 1178 - الجزء 2

حروف الزيادة

[وجه تسميتها]

  قوله: (حروف الزيادة) سميت بذلك لأنها قد تأتي زائدة⁣(⁣١) أبدا، والكوفيون⁣(⁣٢) يسمونها حروف الحشو والصلة⁣(⁣٣)، واختلف ما معنى كونها زائدة؟ فقيل: ليس تحتها معنى مستجد سوى التأكيد، وهي لا تخرج عنه، وإلا لزم الحشو أو اللغو في كلام اللّه والكلام الفصيح، وقيل: ليس تحتها معنى أصلا، وإنما أتي بها لتحسين الكلام كتنوين الترنم، أو لإقامة النظم، أو لإزالة لبس نحو: {لِئَلَّا يَعْلَمَ}⁣(⁣٤) لو لم تزد (لا) لاجتمع لأمان.

[ان ومعانيها وموارد استعمالها]

  قوله: (فإن) لها أربعة معان: مخففة وشرطية ونافية وزائدة، فالزائدة في مواضع ثلاثة:

  الأول قوله: (مع ما النافية) لتأكيد النفي نحو: (ما إن زيد قائم) قال:


(١) قال الرضي في شرحه ٢/ ٣٨٤: (قيل إنما سميت زائدة لأنه لا يتغير بها أصل المعنى بل لا يزيد بسببها إلا تأكيد المعنى الثابت وتقويته فكأنها لم تفد شيئا، لمّا لم تعاير فائدتها العارضة الفائدة الحاصلة قبلها)، وينظر شرح المصنف ١٢٨ - ١٢٩.

(٢) ينظر شرح المفصل ٨/ ١٢٨.

(٣) قال ابن يعيش في شرح المفصل ٨/ ١٢٨: (يريد بالصلة أنها زائدة، ويعني بالزائد أن يكون دخوله كخروجه من غير إحداث معنى).

(٤) الحديد ٥٧/ ٢٩، وتمامها: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ...}.