النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

ضمير الفصل

صفحة 646 - الجزء 2

ضمير الفصل

  قوله: (ضمير الفصل: ويتوسط بين المبتدأ والخبر) يفهم منه عدم التوسط في غير المبتدأ والخبر، وأجاز ذلك بعضهم بين الحال وصاحبها، نحو: (ضربت زيدا هو قائما)، واحتج بقراءة من قرأ: {هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}⁣(⁣١) بنصب أطهر، وتؤول على أن أطهر حال من الجار والمجرور تقدمت عليه على قول الأخفش⁣(⁣٢)، وهو مبتدأ خبره لكم.

  قوله: (قبل دخول العوامل اللفظية وبعدها) يعني على المبتدأ والخبر واحترز باللفظية من العوامل المعنوية، كعامل المبتدأ والخبر مثاله: (زيد هو القائم) و (كان زيدا هو القائم)، و (إن زيدا هو القائم)، و (ظننت زيدا هو القائم)، وكذلك سائر النواسخ⁣(⁣٣).


(١) هود ١١/ ٧٨ وتمامها: {... قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَ لَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ}

(قرأ الجمهور أطهر والأحسن في الإعراب أن يكون جملتان، كل منهما مبتدأ وخبر ... وهن فصل، وأطهر الخبر، وقرأ الحسن وزيد بن علي وعيسى بن عمر وسعيد بن جبير ومحمد بن مروان السدي أطهر بالنصب، وقال سيبويه: هو لحن، وخرجت هذه القراءة على أن أطهر حال، وهؤلاء مبتدأ، وبناتي هن مبتدأ وخبر في موضع خبر هؤلاء، وروي هذا عن المبرد). ينظر البحر المحيط ٥/ ٢٤٧، والقرطبي ٤/ ٣٣٠٤، وفتح القدير ٢/ ٥١٤.

(٢) ينظر رأي الأخفش في معاني القرآن ٢/ ٥٨١.

(٣) ينظر شرح الرضي ٢/ ٢٤، وشرح المفصل ٣/ ١١٠ وما بعدها.