النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

جمع المذكر السالم

صفحة 819 - الجزء 2

جمع المذكر السالم

[تعريفها وصناعتها]

  قوله: (ما لحق آخره واو مضموم ما قبلها) يعني في المرفوع لأن الواو تستدعي ضم ما قبلها، سواء كانت الضمة ملفوظا بها ك (زيدون)، أو مقدرة ك (مصطفون).

  قوله: (أو ياء مكسورة ما قبلها)، يعني في حال النصب والجر، لأن الياء تستدعي كسرة ما قبلها [لفظا]⁣(⁣١) ك (زيدين) أو تقديرا ك (مصطفين).

  قوله: (ونون مفتوحة)، إنما فتحت للتخفيف، وللفرق بينهما وبين نون التثنية، وقد جاء كسرها، فقيل لغة، وقيل ضرورة نحو:

  [٥٢٩] عرفنا جعفرا وبنى أبيه ... وأنكرنا زعانف آخرين⁣(⁣٢)


(١) ما بين الحاصرتين زيادة يقتضيها السياق.

(٢) البيت من الوافر، وهو لجرير في ديوانه ٤٢٩، وينظر شرح التسهيل السفر الأول ١/ ٨٠، وشرح الرضي ٢/ ١٧٩، وشرح ابن عقيل ١/ ٦٧، وأوضح المسالك ١/ ٦٧، والمقاصد النحوية ١/ ١٨٧، وتذكرة النحاة ٤٨٠، وشرح التصريح ٧٩، وهمع الهوامع ١/ ١٦٥، وخزانة الأدب ٨/ ٩٥٦. ويروى: وبني رباح بدل وبني أبيه.

والشاهد فيه قوله: (آخرين) حيث كسر نون الجمع آخرين وذلك ضرورة لأن القصيدة قافيتها مكسورة بدليل البيت قبله وهو:

عرين من عرينة ليس منا ... برئت إلى عرينة من عرين

وأعرب إعراب جمع المذكر السالم حيث هو مضاف إلى زعانف ولكن كسرت نونه والأصل فتحها. =