النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[افعالها واقسامها]

صفحة 1039 - الجزء 2

  وقوله: عسى الغوير أبؤسا⁣(⁣١).

  قياسه: وما كدت أؤوب، وأن يبأس.

[افعالها واقسامها]

  قوله: (ما وضع لدنو الخبر) يعني لقربه وحصوله (رجاء) ك (عسى)، (أو حصولا) ك (كاد) (أو أخذا فيه) ك (جعل) و (طفق).

  قوله: (فالأول عسى)⁣(⁣٢) يعني ما وضع لدنو الخبر رجاء وهو فعل عند الجمهور لاتصال ضمير الرفع بها ولحوق تاء التأنيث وقيل: حرف لعدم تصرفها.

  قوله: (وهو غير متصرف) يعني باق على صيغة المضي ولا يستعمل منه مضارع ولا مستقبل ولا أمر ولا نهي، وإنما سلب التصرف لتضمنه الأشياء فأشبه الحرف.

  قوله: (تقول: (عسى زيد أن يخرج) و (وعسى أن يخرج زيد) يعني أن لها استعمالين، ناقصة بمعنى (قارب) تفتقر إلى اسم وخبر، وهو حيث يتقدم الاسم نحو: (عسى زيد أن يخرج) قال اللّه تعالى: عسى {اللَّهُ أَنْ


(١) سبق تخريج المثل ص ٧٤٧.

(٢) إن في عسى ثلاثة أقوال للنحاة.

الأول: أنها فعل في كل حال سواء اتصل بها ضمير الرفع أو ضمير النصب أم لم يتصل بها واحد منهما وهو قول نحاة البصرة ورجحه المتأخرون.

الثاني: أنها حرف في جميع الأحوال سواء اتصل بها ضمير الرفع أو لم يتصل بها أحدهما، وهو قول جمهور الكوفيين ومنهم ثعلب وتابعهم ابن السراج.

الثالث: أنها حرف إذا اتصل بها ضمير نصب وفعل ما عدا ذلك وهو قول شيخ النحاة سيبويه.

للتفصيل ينظر الكتاب ٣/ ١٥٨، والمغني ٢٠١، وشرح ابن عقيل ١/ ٣٢٢ وما بعدها، وشرح الرضي ٢/ ٣٠٢.