النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[اقسام المبنيات]

صفحة 608 - الجزء 2

  ك (حذام) و (قطام) فإنهما أشبها (نزال)، عدلا وزنة، أو إضافة إلى غير متمكن، كإضافته إلى الجمل المصدرة بالظرف أو الحروف المبنية نحو: {مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}⁣(⁣١) و (ما منعك) غير أنك قائم و (يومئذ) و (حينئذ) وإنما بنيت لأنها اكتسبته مما أضيفت إليه، كما تكتسب التعريف، وأصل البناء السكون⁣(⁣٢)، وإنما يعدل إلى الحركة لعارض، فما بني على السكون غير مبني الأصل، ففيه سؤال وهو لم بني؟ وما بني على حركة، ففيه ثلاثة أسئلة، لم بني؟ ولم بني على حركة؟ ولم خصّ بحركة دون حركة؟.

[اقسام المبنيات]

  قوله: (وهي المضمرات)⁣(⁣٣) يعني أن المبنيات ثمانية أقسام كما ذكر.

[حكم المبنيات]

  قوله: (وحكمه⁣(⁣٤) لا يختلف آخره⁣(⁣٥) لاختلاف العامل) يحترز مما يختلف لاختلاف العامل وهو المعرب، ومما يختلف لاختلاف المحكي نحو:

  (جاء زيد) من زيد، و (رأيت زيدا) من زيدا و (مررت بزيد) من زيد، فإنه مبني خلافا للكوفيين⁣(⁣٦)، وحركات البناء ست في نحو: أين وكيف ونزال وتراك، ومنذ وقبل وبعد، وحركة المحكي، وحركة الاتباع، {الْحَمْدُ لِلَّهِ}⁣(⁣٧)


(١) الذاريات ٥١/ ٢٣ وتمامها: {فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}

(٢) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣.

(٣) قال المصنف في شرحه ٦٤: (المضمر ما وضع لمتكلم أو مخاطب، أو غائب تقدم ذكره). وزاد الرضي في شرحه ٢/ ٣: (تقدم ذكره لفظا أو معنى أو حكما).

(٤) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

(٥) في الكافية باختلاف بدل لاختلاف.

(٦) ينظر شرح المصنف ٦٤، وشرح الرضي ٢/ ٣.

(٧) الفاتحة ١/ ١، قال القرطبي في تفسيره أحكام القرآن ١/ ١١٨: (وأجمع القراء السبعة وجمهور الناس على رفع الدال من الحمد للّه، وروي عن سفيان بن عيينة ورؤية بن العجاج الحمد للّه بنصب الدال وهذا على إضمار فعل). =