[تعريف النكرة]
  أتي بها للتعريف، وغيره لم يوضع لتعريفه أداة، وأما المضاف فلم يقل أحد بأنه أعرف المعارف، لأنه يكتسي التعريف مما أضيف إليه، وهو درجة خامسة، وهو المفهوم من المصنف هنا، وكلامه في النعت يقتضي خلافه حيث قال:(١) لا يوصف ذو اللام إلا بمثله، أو بالمضاف إلى مثله، وقال سيبويه:(٢) إنه في درجة ما أضيف إليه، وضعف مذهبه ومذهب من جعله درجة خامسة بأنه يوصف المضاف إلى المعرف باللام نحو: (غلام الرجل الكريم).
[تعريف النكرة]
  قوله: (والنكرة ما وضع لشيء لا بعينه) عكس حدّ المعرفة، ويدخل فيه ما خرج من المعرفة من الاعتراض، ويدخل فيه الألفاظ المشتركة ك (قرّ) و (وجون)(٣) فإنها تدل على شيء لا بعينه(٤) وهي معرفة، فلا بد من زيادة بوضع واحد، قال صاحب البرود: كان الأولى تقدم حد النكرة على المعرفة لأن المعرفة فرعها، ولأن الجهل بالشيء متقدم على العلم به، بل كان تعديد المعارف لأنها محصورة يعني عن حدها، لأن فيه صعوبة، لأنك إذا حددت بحد لفظي فبعض ما يدخله اللام والإضافة [و ٩٦] غير
= ما أضيف إلى واحد من هذه المعارف. ينظر شرح جمل الزجاجي لابن عصفور ٢/ ١٣٦، وهمع الهوامع ١/ ١٩١ وما بعدها.
(١) ينظر أمالي ابن الحاجب ٢/ ٧٢٠.
(٢) ينظر الكتاب ٣/ ٣٩٨.
(٣) قر: للحر والبرد، وجون: للأبيض والأسود.
(٤) قال الزمخشري في المفصل ١٩٨: (النكرة ما شاع في أمته كقولك: جاءني رجل وركبت فرسا). وينظر شرح المفصل لابن يعيش ٥/ ٨٨.